كل ما يجري من حولك

شعبُ الصمّاد.. ودول العدوان

397

 

أمل المطهر

كما اعتادت دائماً كانت هي من تنصِّبُ الحكامَ على رقاب الشعوب فيجبُ أن تكونَ لذلك الحاكم أَو الرئيس مواصفاتٌ خاصةٌ كي يكون خادماً مطيعاً لها داعماً لتحركاتها ومشاريعها في تلك الأوطان.

وليكونوا أداةً لقمع الشعوب وإغراقها في البؤس والفقر والديون.

هكذا تعودت أمريكا.. أرادت أن يظل كُــلّ حكام العرب منبطحين تحت أقدامهم ليسهُلَ بعدها ضربُ الشعوب واحتلال الأوطان.

لكن ما حصل في اليمن كسَرَ تلك القاعدة وأخلَّ بموازين تلك المعادلة، فقد كانوا أمام نوع آخر من الرؤساء.

نوعية لطالما كانوا يخافون أن يحكُمَ أَو حتى يتواجد على قيد الحياة.

نوعية ظنوا أنها قد انقرضت واختفت مع اختفاء القُــرْآن من واقع ونفسيات الشعوب.

نوعية بنتها منهجية قرآنية عظيمة جعلتها لا تتأثر ببهرج المناصب ولا يعميها لمعانُ الذهب.

شخصية كان ولاؤها لله ولرسول وللأولياء.

كانوا أمام رئيسنا الشهيد الصمّاد الذي كان يحمل الوعيَ الكبير والمعرفة الكاملة بخطورتهم ويعرف أيضاً كيف يواجههم ومن أين يضربهم في مقتل وبكل ثبات وقوة..

تفاجأوا هذه المرة برئيس كان مجاهدا قبل أن يصير رئيساً وكان حاكماً لنفسه قبل أن يحكم شعبه.

صعقوا حينما وجدوه حاضراً أمامهم في كُــلّ ميادين وجبهات المواجهة لهم..

تزلزلوا حينما رأوه يخرّج الدفعات العسكرية ويدعم التصنيع الحربي ويسيّر القوافل إلى كُــلّ الجبهات.

ها هم الآن أمامه وجهاً لوجه، وهذا ما لم يكن في حسبانهم.

فهذا الرئيس هو من سيصلح الشعب على يديه ويبنى الوطن على أكتافه، هذا هو الذي سيُفشِلُ كُــلّ خططهم ويحطم كُــلّ أمالهم وأحلامهم.

فرغم المدة الزمنية القصيرة لفترة توليه الرئاسة، إلا أن العدَوّ لمس تراجعاً كَبيراً لمرتزقته في الجبهات الداخلية وجبهات ما وراء الحدود.

ولمس تنامي الوعي الشعبي الكبير الذي ارتسم في تحركاتهم في مجالات البناء والتنمية.

فقد كان هو اليد التي حمت وَاليد التي بنت وما زال حكام دول العدوان يتجرعون الويلات حتى بعد استشهاده بسبب سير شعبه وفق تلك الخُطَى النيرة البناءة الحكيمة.

لذلك عرف العدَوّ قيمتَه وقدرَه قبل أبناء شعبه.

فأمثالُ الشهيد الصمّاد هم مَن تغلبُ بهم الشعوبُ أعداءَها وتبني أوطانَها.

لذلك استهدفوا رئيسَنا الشهيد رغم معرفتهم بكبر ذلك الجرم باستهداف رئيسٍ للدولة، لكن وجعَهم وخوفهم من مرافقته لشعبه في معركته التحرّرية الكبرى وزيادة وضع بصماته في زوايا ساحات الردع والصد لهم جعلهم كالمستجير من الرمضاء بالنار.

لكن رغم كُــلّ ذلك ها هو الصمّاد حيٌّ في جبهاتنا العسكرية متواجدٌ بيننا في متارسنا الاقتصادية والإعلامية والسياسية..

ما زالت أيدينا تمسك بيديه في مسيرنا ونظراته ترقبنا في كُــلّ تحركاتنا.

لم يصبح الصمّاد ذكرى كي نتذكرَه، فهو منهجية مقدسة ندرِّسُها لأجيالنا ومسيرة عطاء نستلهمها وحبرُ كرامة نرسُمُ به واقعَنا.

فهذا هو بعضٌ من صمّادنا الشهيد ترونه في تصنيعنا الحربي، ترونه في اكتفائنا الذاتي، ترونه في إعلامنا المقاوم.

فهل عرفتم يا أعداءنا كيف نحيي عظماءنا؟.

وسيظل شعب الصمّاد كما هو على العهد باقياً، وفي خطواته وسكناته ألف صمّاد يواجهكم إلى يوم القيامة.

You might also like