كل ما يجري من حولك

الرئيس الشهيد صالح الصمّاد.. حلمٌ تجسد واقعاً

336

 

سند الصيادي

كان حلماً في مخيلة كُــلّ اليمنيين وفارساً يملكُ كافةَ معايير الشخصية التي يستحقُّها منصبُ “رئيس الجمهورية”، الجمهورية التي ننشُدُها وَالتي من أجلها بُذِلت الدماءُ الطاهرة في مختلف مراحل النضال الوطني وصيغت تحت لوائها كُــلُّ الأَهْدَاف السامية التي نتفق عليها جَميعاً، وَنتفق ايضا على أنها ظلت مجرد مربع مكتوب في واجهة صحيفة يومية.

هذا الرئيس “الحلم” تجسّد ذاتَ دهر واقعاً.. وَفي مرحلة من أصعب مراحل التحولات التي مرت بها البلاد عبر تأريخها المعاصر.

جاء في زمن انحرفت فيه الأَهْدَافُ وَالقناعاتُ بفعل التجاذبات الشديدة التي أتى بها العدوان الإقليمي والدولي غير المسبوق على الوطن، وما نجم عنه من مزادات بيع وشراء للذمم وَالمواقف التي مكّنت هذا العدوان من أن يحتلَّ مساحات شاسعة من جغرافيا البلاد تحت شعارات زائفة انطلت على وعي الفئات التي تعرضت ولاءاتها للتجريف بأساليب عدة منها بهرج المال وَحقد المصالح الذاتية وَعُقدة النقص والانتقاص المزمنة.

تجسّد حلم الأمس في واقع مضطرب، مكّن قوى العدوان من الإجهاز عليه مبكراً، وبعد زمن قصير من بزوغه الذي أذاب جبالاً من تراكمات المراحل، وبعزم استثنائي كان يمضي لتشييد لَبِنَات البناء وَالحماية لمفهوم الوطن، ثنائية العزة والكرامة التي لطالما كانت تقض أحلام الطامعين باستمرار الخنوع والوصاية.

رحل الصمّادُ مبكراً جداً.. لكن ما تغير اليوم هو أن المشروعَ الذي جاء عبره وَبه هذا الفارس لا يزال باقياً يتنامى في وعي أحرَار هذا الشعب.. ويؤذن بالخَلاص وَمغادرة قمقم التراكُن والضعف وَالتأقلم مع هذه الموروثات، وَلا وفاءَ لهذا المشروع إلا بالمضي عليه وَاستكمال رسم مساراته واقعاً.. بالحبر والعَرَق وَالدم معاً..

You might also like