“أويل برايس” البريطاني: الحصار اليمني أدى لانهيار مالي شامل في ميناء [أُمّ الرشراش] إيلات
متابعات..|
أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد إغلاق ميناء “أم الرشراش” (إيلات) بشكل كامل، وذلك بقرار رسمي، نتيجة الحصار البحري الذي فرضه اليمن على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. هذا الحصار جاء بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أدى إلى تزايد الضغوط على الموانئ الإسرائيلية.
في تقرير حديث لموقع “أويل برايس” البريطاني المتخصص في شؤون الطاقة، أشار إلى أن الحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء على السفن المتجهة إلى ميناء إيلات في جنوب فلسطين المحتلة، قد وضع إسرائيل في مواجهة معضلة استراتيجية قد تستمر آثارها لسنوات. ولفت التقرير إلى أن إغلاق ميناء إيلات منذ أواخر عام 2023 بسبب توقف السفن عن الوصول إليه، أدى إلى تراكم الديون وتكبد خسائر فادحة؛ مما دفع بالإدارة إلى تعليق العمل في الميناء بشكل كامل.
وأوضح الموقع البريطاني أن السلطات الإسرائيلية باتت أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما الاستمرار في تحمل الخسائر الباهظة في محاولة لإبقاء الميناء قيد التشغيل، أو الانسحاب الكامل من ممر البحر الأحمر، والتخلي عن دوره كممر استراتيجي.
وحذر التقرير من أن كلا الخيارين يحمل تداعيات كبيرة على سلاسل الإمداد والجدوى الاقتصادية للموانئ الإسرائيلية على المدى الطويل، مشيراً إلى أن “الانهيار المالي في إيلات” يعكس ضعف البنية التحتية اللوجستية لإسرائيل في منطقة البحر الأحمر، والتي تتعرض لضغط هائل ودائم نتيجة الحصار.
وأشار الموقع إلى أن تأثير الإغلاق لا يقتصر على تراجع حركة التجارة العامة فقط، بل يمتد إلى عرقلة تدفق صادرات البوتاس والنفط الخام عبر خط أنابيب “إيلات-عسقلان”، وهي موارد استراتيجية حيوية لإسرائيل.
منذ نهاية عام 2023، تفرض قوات صنعاء حصاراً بحرياً على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي، في إطار ردها على العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة. وقد أسفر هذا الحصار عن تضرر قطاعات استراتيجية في الموانئ الإسرائيلية، خاصة في إيلات، وأدى إلى تغيير العديد من شركات الشحن الدولية لمساراتها بعيداً عن الموانئ المحتلة.
ويعتبر مراقبون أن فشل إسرائيل في فك الحصار البحري واستعادة نشاط ميناء إيلات يعكس تحولاً استراتيجياً غير مسبوق في موازين القوة البحرية في المنطقة، ويؤكد تصاعد تأثير صنعاء كقوة ردع بحرية فاعلة.