كل ما يجري من حولك

في ليلة رأس السنة: بن جوريون، جولدامائير.. ناما قريرَي العين!

963

 

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

(لم أنم طوالَ الليل كنت خائفةً من أن يدخل العرب إسرائيل افواجا من كُـلّ مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده، فَضَحِكْتُ بعدها).

هذا بالطبع ما قالته رئيسة وزراء إسرائيل (جولدامائير) عقب إحراق المسجد الأقصى على يد أحد المتطرفين اليهود في عام 1969!

لا أحد يمكن أن يتصور ماذا يعني أن تضحك (مائير) لموقفٍ رأته من العرب؟!

وفي أي زمن؟! في زمنٍ أباطرة القومية العربية وزعماءها وعلى رأسهم الزعيم (ناصر)، ولك أن تتخيل كيف سيكون بها الحال لو أنها عاصرت دمى العرب وأصنامها المحنطة والمقدسة اليوم؟!

لن أبالغ إذَا ما قلت أن عظام شدقيها ستتكسر من طول ما ستطلق لفمها العنان ضحكاً على أحوال العرب وما صاروا إليه من هوانٍ وتمزقٍ وضعفٍ وقلة غيرةٍ وحيلةٍ وحياء!

أما مؤسّس إسرائيل -كما يصفه الصهاينة – (بن جوريون) وبعد أن أعلن قيام دولتهم وأصبح أول رئيس حكومةٍ لها في 1948 فَـإنَّه عندما كان يصل إلى مكتبه كُـلّ، يوم كان يحوم حول خارطة الشرق الأوسط ويقول “إننا نقطة صغيرة (يقصد بين هذا العالم العربي الكبير). كيف سيمكن لنا أن نحيا؟” حتى أنه قال ذات مرةٍ (لبار- زوهر) أنه لا ينام في الليالي؛ بسَببِ هذه الخارطة – في إشارة إلى الوطن العربي الكبير وأنه كان يخشى أن تهاجمه الجيوش العربية مجتمعةً.

المفارقة العجيبة هي إنه (بن جوريون) وخلال هذه الليالي التي كان لا يتذوق طعم النوم فيها كان قد اتخذ قرار إنشاء مفاعلٍ نووي لإنتاج سلاح ردع قوي تحسباً لأي هجوم، بينما كان حكام العرب وما زالوا يمضون ذات الليالي إما غاصين في (العسل) أَو متمترسين حول موائد القمار في أُورُوبا أَو مشغولين بالتآمر على بعضهم البعض أَو أو..!

مساكين هؤلاء الصهاينة! لقد كلفوا أنفسهم الكثير من الجهد والعناء والسهر وهم يعدون العدة ويتجهزون لمواجهة من كانوا يعتقدون أنهم عربٌ أباةٌ لا يمكن لهم بأي حالٍ من الأحوال أن يتساهلوا أَو يفرطوا بذرة ترابٍ واحدة من تراب فلسطين، بل أنهم في فترةٍ من الفترات كانوا يتحسبون ويتحسسون متى وفي أي لحظةٍ سيهاجمهم العرب ولذلك تجد أن حروبهم كلها مع العرب كانت إما حروباً استباقية أَو احترازية ولم يسجل لنا التاريخ انهم خاضوا مع العرب حرباً دفاعيةً واحدة على الإطلاق، فالعرب للأسف الشديد لم يهاجموا يوماً إسرائيل أَو يفكروا في ذلك على امتداد تاريخ ما عُرف بالصراع العربي الإسرائيلي، حتى في حرب أُكتوبر 73، فقد كانت هذه الحرب بالنسبة للعرب مُجَـرّد حربٍ لمعالجة بعضٍ من آثار نكسة حزيران ليس إلا!

أما اليوم وقد تهافت العرب كالذباب على موائد (نتنياهو) وتنافسوا على مد جسور العلاقة مع دولة الكيان الصهيوني والمجاهرة بها وبدون أي مقابل، بل أن البعض منهم لم يتردّد في الذهاب أبعد من ذلك وأعلن بكل ثقةٍ تحالفه مع إسرائيل، فماذا عسى الواحد منا أن يقول؟!

ماذا عساه أن يقول وهو يرى بعض العرب اليوم قد أصبحوا يفاخرون ويتباهون بعلاقاتهم وتحالفاتهم مع إسرائيل؟!

ماذا عسانا جميعاً أن نقول وقد رأينا من العرب اليوم من خرج يدَّعي ويتظاهر بأحقية إسرائيل بأرض فلسطين ويتهم العرب باحتلالها والاستيلاء عليها؟!

بصراحة لم يعد بوسعنا أن نقول أمام ذلك وما هو أكثر من ذلك كله اليوم شيئاً سوى:

بن جوريون، جولدامائير.. ناما قريري العين!

والعالم العربي يرهن سيفهُ

فحكاية الشرف الرفيع سرابُ.

You might also like