كل ما يجري من حولك

من حصار الدريهمي إلى حصار الشعب اليمني واحتجاز السفن.. جَهدُ المهزوم

310

 

لطيفة صلاح العزي

طالَ الألمُ وكثرةُ الآهات وتعالت صراخاتُ الأوجاع أعواماً، وما زال الشعب اليمني يعيشُ أسوأ مراحل التعذيب والحصار الذي تفرضه دولُ تحالف العدوان ظلماً ودون وجه حق.. أعوام ونُحن نعيش أبشع الجرائم.. نفقد أغلى رجالنا وتُقصَفُ بلادنا أعواماً عديدة ونحن نتجرع المعاناة..

نسمعُ ونشاهدُ حصارَ مدينة الدريهمي التي تعيش أسوأ حصار لا إنساني.. وتعيش أسوأ أنواع القتل.. وما زالت منظماتُ حقوق الإنسان عاجزةً وصامتةً عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.. ذلك الصمت المشبوه الذي سيظلُّ جرحاً عميقاً وغائراً في ضمير أبناء الشعب اليمني.

ومع الوجع المؤلم والخبر المؤسف بأن المجتمعَ الدولي يشاهدُ حجمَ الألم الذي نعيشُه وما زال صامتاً.. تلك المنظمات الإنسانية والحقوقية لم تتحَرّك قيد أنملة إلا لتعبر عن القلق وفي أفضل الأحوال تدين الجريمة وتسكُت عن المجرم.. ولم يتدخل أحد لرفع الحصار والأذى والظلم الذي طالت أيامُه وكثرت مآسيه..

البعض من أبناء الشعب تفوق على هذه المنظمات عندما آثَرَ الصمت، فمن الدريهمي وصولاً لاحتجاز السفن التي تغطّي الضروري فقط لبقاء الشعب اليمني حياً، والهدف من كُـلّ هذا الظلم هو أن يرضخ هذا الشعب العظيم لشروط العدوان، ولكن هيهاتَ هيهاتَ..

الشعب اليمني لم يخنع أَو يخضع لمحتلٍّ عبر التاريخ.. فاليمن كان وسيبقى على مر الزمان مقبرةً للغزاة.. قتلوا الآلافَ من أبناء الشعب اليمني تحت ستار دعم شرعية انتهت مدة ولايتها ولا يقبل بها أبناءُ الشعب اليمني، وقد بان زيفُ وكذب ادّعاءاتهم، فهم يطمعون بالثروات الكامنة في أرضنا بدليلِ احتلالهم لسقطرى والمهرة وكافة الموانئ والمناطق التي تحتوي على النفط، لم يكتفوا بقتل الأطفال والنساء.. بل يريدون إبادةً جماعيةً للجميع من خلال المجازر التي لم تتوقف يوماً منذ 1670 يوماً من العدوان المتواصل على المدنيين، والحصار المطبق الذي أَدَّى إلى مجاعة حقيقية باتت تهدّدُ حياةَ أكثر من 20 ملیوناً من هذا الشعب، وبشهادات أممية.

لم يكتفوا بجرائم الحرب تلك بل أضافوا بجريمة جديدة ضد الإنسانية باحتجازهم  السفن تحملُ المشتقات النفطية.. فهم يريدون إبادةَ هذا الشعب اليمني بأيديهم المجرمة بعد أن ذاقوا ذلَّ الهزيمة والعار في ساحات الوغى والقتال وجهاً لوجه، وحتى مع وجود فارقٍ كبيرٍ في الإمْكَانات.. فإلى متى هذا الصمت؟!

You might also like