كل ما يجري من حولك

شباب يعتلون ناصيةَ الجهاد

277

 

زينب الرميمة

بين الأمسِ واليوم، تغيّرت الأحلامُ وتغيّر الطموحُ بتغير الظروف.

بالأمس كانت أقصى أحلام الأطفال أن يحصلوا على لقب دكتور، والشباب أَيْـضاً كانوا يرسمون مستقبلهم بـ أخذهم الشهادة الجامعية والعمل مقابلَ مرتّب كبير وشراء بيت وسيارة، بالإضافة إلى أنهم رسموا الحياةَ الدنيا بجمالها، ونسجوا من واقعهم فرصةً لغدٍ مشرق مع تناسي الواجبات الدينية العظيمة، وهذا الوضعُ هو ما خطّط له أعداءُ الأُمَّـة، فصل الأُمَّـة عن هُويتها، وإخراجها إلى عالم الحياة الدنيا، بطرقٍ وأساليبَ مختلفةٍ وناعمةٍ لا يشعر بها لا كبير ولا صغير.

مرَّ الوقتُ بسرعة البرق، وتغيّر الوضعُ واختلفت طرق التفكير، وبين عشية وضحاها وفي ظروفٍ قاسية، داهمت جميعَ أراضي اليمن في ليلة الخميس (26) من شهر مارس، بين قتل وتدمير وتخريب وإجرام.

نهض أولئك الذين كانوا ينسجون حلمَ الغد، واستبدلوا نسيجَهم بجهاد، وأحلامهم بمواجهة، وإصرارهم على تلبية ما تحتاجه أنفسهم إلى إصرار على العزة والكرامة، حبهم للحياة تحوّل إلى حبِّ في الشهادة.

خُلقت روحُ الإباء في صدور أولئك الشباب، وجعلوا من القرآن دستوراً لحياتهم، ومن الآل قدوهً لمسارهم، وهكذا من كانوا يتهامسون على كيفية تحقيق أحلامهم أصبحوا الآن يتسابقون إلى الفوز برضى خالقهم؛ ليكونوا من المقربين وتحقيق النصر بدمائهم الزكية.

يقول الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ، أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)، وهكذا أصبحوا شباباً يعتلون ناصيةَ الجهاد.

You might also like