كل ما يجري من حولك

شتانَ ما بين أخلاق الأنصار وبين عمالة العدوان

307

 

أشجان الجرموزي

أياً كانت القوةُ التي قد يحملها البعضُ لكن في النهاية لن توصلَهم إلى برِّ الأمان، ولن ينعموا معها بالسلام والأمان والإصلاح، فالمبادئُ والأخلاقُ والقيمُ تكون لها الغلبة حتى وإن تأخّر نصرُها، فالحقدُ لا يجني إلّا حقداً وكراهيةً وبغضاء، والتعاملُ بالحسنى يجني دائماً محبةً وتعاوناً وإخاءً.

أسرى العدوان والمرتزِقة لدى الأنصار يحظَون بمعاملةٍ راقية لا مثيلَ لها وكأنهم أخوةٌ، بالمقابل في الطرف الآخر -طرف التعصّب الأهوج والفكر المبتذل- أسرى الأنصار من الجيش واللجان الشعبيّة لدى مرتزِقة العدوان وتحالفهم يتعرّضون لشتى أنواع التعذيب، وآخرُها ما حدث بالأمس من تعذيبٍ لثلاثة أسرى من الجيش واللجان الشعبيّة في محافظة مأرب من قبَل المرتزِقة حتى الموت، أجلْ من قبل المرتزِقة، فلا تستغربوا فهم أبناء جلدتهم، وبدلاً عن أن يجمعَهم حبُّ الوطن ودحر الغازي، حملوا الحقدَ على أبناء جلدتهم؛ لنصرة الأعداء والغزاة والمحتلين، فتلك هي أخلاقُهم ومبادئُهم: القتل والتعذيب وسفك الدماء وانتهاك الحرمات وهتك الأعراض، وخاتمتهم ستكون من جنس عملهم، وجبّارُ السماوات والأرض يمهلهم ولكنه لن يهملهم (بشّر القاتلَ بالقتل ولو بعدَ حين).

عمليةُ “نصر من الله” كانت أكبرَ عمليةٍ حدث فيها أسرُ الآلاف من المرتزِقة، وفيها شاهدَ الجميعُ كيف تكون أخلاقيات الحرب وكيف هي أخلاق ومبادئ الأنصار، فقد ذادوا بأرواحهم عن الأسرى حتى يكونوا في أمان، وأولئك المرتزِقة الأنذال يأخذون الأسرى إلى مسالخِ التعذيب والموت وكأنهم نعاجٌ ليس لحياتهم قيمة ولا أهميّة، فشتان ما بين تعامل الأنصار وبين أبواق الارتزاق, وما بين السماء والأرض، والعالمُ الصامتُ يتفرّج وأمم النفاق لا تحَرّك ساكناً، فكلٌّ يبيّن إلى أي مدى يصلُ انحطاط أخلاقه وقمة نفاقه.

فاليومَ، بالله وبأخلاق الأنصار سننتصرُ، وبحقدهم وبُغضِهم سيُهزمون، ولشهدائنا الخلودُ والرحمةُ، ولبقية أسرانا الخلاص والفرج، ولكم يا مجاهدينا النصرُ بإذن الله.

You might also like