كل ما يجري من حولك

جارديان : السعودية وإسرائيل تقتلان المدنيين في اليمن وفلسطين بتواطؤ بريطاني

332

متابعات:

تساءل الكاتب البريطاني أوين جونز: «ألن تؤدي مذبحة الأطفال في اليمن مؤخراً إلى إنهاء الصمت حيال التواطؤ الإجرامي للحكومة البريطانية مع المملكة العربية السعودية؟».

قال الكاتب في مقال رأي بصحيفة «جارديان»: «لقد كانوا أطفالاً صغاراً داخل حافلة في طريق عودتهم من نزهة، ولا شك أنهم كانوا يضحكون ويلهون كأية مجموعة من الأطفال، ثم بعدها احترقوا حتى الموت، لقد كان هناك ما لا يقل عن 29 طفلاً من بين 43 قُتلوا في عمل وحشي، ارتكبته طائرات السعودية وحلفائها الخليجيين».

وأشار إلى أنه وفقاً لمنظمة «الحملة ضد تجارة الأسلحة»، قدّمت الحكومة البريطانية لـ «الديكتاتورية السعودية البغيضة» أسلحة قيمتها 4.7 مليار جنيه إسترليني منذ بدء الحرب في اليمن.

وقال الكاتب، إن الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار والقنابل والصواريخ، كلها قُدمت من بريطانيا، ليتم إسقاطها على رؤوس أطفال يضحكون أثناء عودتهم من نزهة.

ولفت إلى أنه قبل أشهر فقط، احتفت الحكومة البريطانية بـ «الديكتاتور» السعودي محمد بن سلمان، وكشفت النقاب عن صفقة مساعدة بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني، بينما أعلنت شركة بي إيه إي سيستمز، عن بيع 48 طائرة تيفون أخرى له، ويزداد الأمر سوءاً، فالعسكريون البريطانيون يشاركون بشكل مباشر في مساعدة المجهود الحربي السعودي.

واستطرد الكاتب: «لقد قُتل الآلاف في اليمن، ومعظمهم على أيدي القوات التي تقودها السعودية والتي نقوم بتسليحها، وتم تشريد الملايين، وأصبح اليمن على حافة المجاعة».

وتساءل: «أين الغضب الوطني؟ أين التغطية الإخبارية لهذه الأهوال المرتكبة باسمنا؟ إن الفشل الذي لا يغتفر للإعلام في محاسبة الحكومة البريطانية، جعل معظم السكان غير مدركين بأن هذه الحرب دائرة».

ورأى أنه لو كانت الدولة المتورطة في القتل من الدول المعادية للغرب -مثل إيران- لكانت هناك دعوات لتدخل عسكري تقوده الولايات المتحدة لوقف المذبحة منذ فترة طويلة، لكن من يقوم بقتل اليمنيين هم أصدقاؤنا وحلفاؤنا و»الديكتاتورية السعودية المتشددة والمصدّرة للتطرف»، وبالتالي سيستمر الصمت والقتل.

وانتقل الكاتب إلى ما اعتبره رعباً آخر يتكشف وبتورط غربي مباشر، ففي ليلة الأربعاء قُتلت امرأة حامل وابنتها البالغة من العمر 18 شهراً في غزة جراء غارة جوية إسرائيلية.

وأشار إلى أن هذه الوحشية يجري تأطيرها على أنها صراع بين حماس وإسرائيل، كما لو كان هناك تكافؤ بين «معسكر اعتقال مفتوح» -يقصد غزة- وقوة عسكرية إقليمية عظمى.

وقال الكاتب إن منظمة غير حكومية لحقوق الإنسان، أفادت بمقتل 9456 فلسطينياً على يد قوات الأمن الإسرائيلية -بالتواطؤ الغربي- في السنوات الـ 18 الماضية، وإن من بين القتلى الفلسطينيين كان هناك 2025 طفلاً، كما تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد القتلى الفلسطينيين خلال الفترة نفسها يصل إلى 9730.

ورأى أن هذا صراع ساحق من جانب واحد، وأنه رغم ذلك ومع استمرار ذبح الفلسطينيين، وصلت مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل إلى مستوى قياسي.

وختم الكاتب مقاله بالقول: إن المملكة العربية السعودية وإسرائيل تقتلان الأبرياء بما في ذلك الأطفال وتفلتان من العقاب، فهما تتمتعان بدعم عسكري ودبلوماسي من الغرب، ومن حين لآخر، تظهر تعبيرات الأسف لكنها تُنسى بسرعة، وطالما ظلت بريطانيا وحلفاؤها متواطئين، وطالما فشلت وسائل الإعلام في واجبها في إعلام الجماهير بما يحدث باسمهم، فإن هذه الأهوال ستستمر.

You might also like