كل ما يجري من حولك

«غلوبال ريسيرش»: الطبيعة الوحشية البريطانية والأمريكية مستمرة منذ عقود

451

متابعات:

عبرت الطبيعة البريطانية عن أصولها الوحشية الاستعمارية بعد عقود طويلة من الحروب التي نفذتها بحق دول عربية، والذي تمثل أخيراً بزرع كيان صهيوني غاصب في قلب المنطقة العربية. فالتاريخ البريطاني لايتحدث إلاعن الدم والحرب واستعمار الشعوب حاملاً ذرائع وحججاً واهية.

وفي هذا السياق تحدث تقرير نشره موقع «غلوبال ريسيرش» عن الطبيعة الاستعمارية البريطانية التي امتهنت القتل والإجرام بحق المدنيين الأبرياء حول العالم، والتي انتقلت في الشكل والمضمون لتصبغ الطبيعة الأميركية حفاظاً على درجة النفوذ العالمي. فالعقلية الاستعمارية البريطانية التي استمرت عقوداً لم تنته، ولا تزال موجودة. فمازالت لندن تسعى من خلال المحافظين والسياسيين المتطرفين لنشر العنف في العالم والمحاولة الدؤوبة لفرض الهيمنة.

فقد قال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولاند دوما: «خططت بريطانيا لمشروعات استعمارية في سورية من خلال عمل سري في وقت مبكر من العام 2009، وازدادت وتيرة الدعم اللوجستي والعسكري للإرهابيين بعد عام 2011 بشكل ممنهج ومنتظم من أميركا وبريطانيا» وكان الهدف الأساسي السعي لـ«إسقاط» الدولة السورية بكل مقوماتها.

ووفقاً للأمين العام المتقاعد لحلف شمال الأطلسي ويسلي كلارك، فقد كشفت وثيقة صادرة عن مكتب وزير الدفاع الأميركي الأسبق بعد أسابيع قليلة من هجمات «أيلول الإرهابية في أمريكا عن خطط لمهاجمة وتدمير عدد من الدول، بدءاً من العراق وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن وانتهاء بإيران». ويقول كلارك: «تتمحور هذه الاستراتيجية الاستعمارية حول السيطرة على موارد النفط والغاز».

وأشار التقرير إلى أن العقلية الاستعمارية الموصوفة لأميركا وبريطانيا لاتتهم بالدمار والخراب الذي تتسبب به الحروب والغزوات، وعدد الضحايا المدنيين، وذلك سعياً لإشباع جشع الطبقات الرأسمالية الغربية وتجار السلاح، وشركات تصنيع الأسلحة، وبالتالي تسهيل مرور مكاسب جيوسياسية للمؤسسات المالية. فيسعى هؤلاء جاهدين لتوظيف قضية «حماية المدنيين» من الأسلحة المحرمة دولياً ذريعة للتدخل في شؤون الدول واستعمارها والاعتداء على سيادتها. ويتم اغتصاب عقول العامة بتعاطف مزيف وسخرية وهمية من خلال حملة مدعومة إعلامياً وسياسياً، يتم تنظيمها لإثارة مشاعر جماهيرية.

ففي تصريح له في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، قال السفير البريطاني في أوزبكستان: «إن الحكومة البريطانية لا أخلاقية، ولا تهتم للضحايا المدنيين الذين يقتلون نتيجة حروبها، وأصبحت المملكة المتحدة مستعدة للذهاب للحرب لجعل بعض الناس أثرياء».

ولفت التقرير إلى أن ليبيا التي كانت تعيش رفاهية مطلقة، تحولت لكارثة بعد الغزو الأطلسي لها، أما في العراق، فيدرك المسؤولون البريطانيون الكبار تماماً بعدم وجود أسلحة دمار شامل، وأن غزو العراق لم يكن خطأ، بل كان بناء على كذبة.

وحتى اليوم، مازالت الهند تعاني الفقر والجوع والبطالة في الكثير من ولاياتها بسبب الاستعمار البريطاني الذي دام قرناً من الزمن وحولها إلى مستعمرة تابعة غير منتجة، بعد أن كانت تمتلك أقوى اقتصاد بالعالم، مختتماً بأن «الثقافة الغربية» تتجلى عموماً بما يحدث ضد سورية واليمن بأسوأ سيناريوهاتها. فالامتياز الإمبراطوري الوحشي لأميركا وبريطانيا الذي يدعمه التمييز العنصري من خلال حملة شرسة لتسويق وتسويغ الحرب ضد أي دولة يمثل بوضوح الحالة الكامنة بعمق النظام الحاكم في واشنطن ولندن والذي لا يعنيه إلا زيادة الثروة على حساب دماء الأبرياء وحياة العموم من البشر في كل مكان من العالم.

You might also like