روحاني يرد بقوة على رفض الرئيس الأمريكي الإقرار بالتزام إيران الاتفاق النووي
خاص| متابعات:
أعلن الرئيس الأمريكي، مساء أمس الجمعة، رفضَه الإقرارَ بالتزام إيران الاتفاق النووي، معتبرًا أن الاتفاق “أحد أسوأ” الاتفاقات في تأريخ الولايات المتحدة ومؤكدًا أن طهران لا تحترم روحَه.
وقال ترامب من البيت الأبيض إن في ضوء الاتفاق “حصلنا على عمليات تفتيش محدودة مقابل إرجاء قصير المدى ومؤقت لتقدم إيران نحو (امتلاك) السلاح النووي”.
وتابع ترامب أن واشنطن ستفرض “عقوبات إضافية على النظام الإيراني لعرقلة تمويله الإرهاب”، وأعلن عن استراتيجية جديدة للتعامل مع طهران.
وأوضح ترامب أنه أمر عند توليه منصبَه في يناير بمراجعة سياسات الولايات المتحدة تجاه طهران، وهي المراجعة التي أعلن اكتمالها أمس، واتهم وفقًا لها الحكومة الإيرانية بالإخلال بالاتفاق النووي، مضيفًا: سوف نحرم النظام الإيراني من كل المسارات التي تمكنه من الحصول على سلاح نووي، مشيرًا إلى أنه طلب من وزارة الخزانة فرض “عقوبات قاسية” بحق الحرس الثوري الإيراني.
وطلب الرئيس الأميركي من الدول الحليفة للولايات المتحدة “الانضمام إليه في اتخاذ خطوات قوية للحد من سلوك إيران المزعزع للاستقرار”، وقال إن إدارته تعمل على منع إيران من تطوير برنامج للصواريخ الباليستية، وعبر عن أمله بأن ترغم هذه الإجراءات طهران على إعادة تقييم دعمها للإرهاب على حساب رفاهية شعبها.
ويعمل الكونغرس حاليًّا على تعديل الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في 2015 بين إيران ودول عظمى، وفقًا لترامب.
وبسحب الإقرار بالتزام إيران الاتفاق النووي، ستكون أمام الكونغرس مهلة 60 يومًا ليقرر ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات على حكومة طهران.
وفي ذات السياق ألقى الرئيس الإيراني حسن روحاني خطابًا عاجلًا مساء أمس عقب كلمة الرئيس الأمريكي، دعا خلالها ترامب إلى قراءة التأريخ ودراسة الاتفاقيات الدولية والأدب في التخاطب مع الآخرين، لافتًا إلى أن الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي لم تكن سوى مجموعة من الشتائم والاتهامات.
وأضاف الرئيس الإيراني: يبدو أن ترامب لا يعلم أن بلادَه شاركت في الانقلاب العسكري وأعادت الشاه الى السلطة وأسقطت الحكومة الشرعية، ويبدو أن ترامب لا يعلم أن الولايات المتحدة قادت انقلاباً عسكريًّا لإسقاط الثورة الإسْلَامية، ويبدو أنه لا يعلم أن بلاده زوّدت نظام صدام بالصواريخ ليستخدمَها ضد الشعب الإيراني، لافتًا إلى أن ترامب لم يدرك أنه لا يستطيع إلغاء الاتفاقيات الدولية.
وأشار روحاني في كلمته، إلى أن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت القنبلة النووية وزودت الكيان الإسرائيلي بالأسلحة النووية وهي غير مؤهلة لوقف الانتشار النووي، مضيفًا أن الشعب الإيراني لن يطأطئ رأسه للغطرسة الأميركية وأن كلمة الرئيس الأميركي أثبتت أن الاتفاق النووي أقوى من قراره، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تبدو اليوم أكثر عُزلة من أي وقت آخر تجاه الاتفاق النووي.
وفيما يخص الحرس الثوري أكد الرئيس روحاني، أن الشعب الإيراني يدعم بكل ما أوتي من قوة حرس الثورة الإسْلَامية، منوهًا إلى أن حرسَ الثورة الإسْلَامية والشعب العراقي والسوري واليمني سيواصلون تصدّيهم للإرهاب والإرهابيين، موضحًا أن الجميع في إيران سيقف أمام الأعداء ويتصدى لهم، وأن النظام الإيراني سيواصل جهوده لتعزيز قدراته العسكرية.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن تمسّكها باتفاق إيران النووي، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بهذا الاتفاق.
وَنقلًا عن نائب وزير الخارجية الروسي فقد أوضح أن روسيا ترى المهمة الأساسية الآن هي منع انهيار الاتفاق النووي.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية أمس الجمعة ردًّا على خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن فيه عن “عدم التصديق” على التزام إيران بالاتفاق النووي، أن استخدام “لغة التهديد” في العلاقات الدولية أمر غير مقبول، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر من مخلفات الماضي ولا يتفق مع مبادئ الحوار الحضاري بين الدول.
وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أن موسكو تأسف لقرار الرئيس الأمريكي بشأن عدم التصديق على التزام طهران بخطة العمل المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي، معربة عن أملها في أن هذه الخطوة لن تؤثّر بشكل مباشر على سير تنفيذ الاتفاق النووي. وأضافت في الوقت ذاته أن قرارَ ترامب لا يتفق مع الاتفاق النووي الإيراني “روحًا ونصًّا”.
وأشار البيان إلى أن إيران تنفذ بدقة التزاماتها، وهو الأمر الذي تؤكده باستمرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولفتت الخارجية الروسية إلى أن خطةَ العمل المشتركة ساهمت في تعزيز السلام والأمن الدوليين وكذلك تعزيز الشفافية في الشرق الأوسط.
وأضاف البيان: “بدلًا عن التشكيك في نتائج تنفيذ خطة العمل المشتركة في الوقت الذي تأتي فيه بثمار محددة، فإنه يجب التركيز على تنفيذ ما تحتوي عليه بالكامل. وذلك يصب في مصلحة الجميع”.
وأوضحت الخارجيةُ الروسية أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان عليه الحال قبل التوصل إلى الاتفاق النووي، مهما كانت قراراتُ بعض الأطراف المشاركة في الاتفاق، مشيرةً إلى أنه لا يمكن الحديث عن استئناف أية عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي.