كل ما يجري من حولك

صعدة…وطن بحجم قضية رغم المظلومية..!!

798

 

متابعات | كتابات | مصطفى حطبة

صعدة.. وطن ينزف وجرح لا يندمل إلا باستعادة الحقوق بالقوة من الأعداء لا بالاستجداء،

صعدة.. تعني الصعود باليمن إلى الأعلى رغم الجراح

صعدة.. بكل ما فيها من أنين وصراخ وأشلاء وضحايا وشهداء تعني الترفع عن المناكفات والمهاترات الإعلامية وتسخيرها في ما يصب في مواجهة العدوان

صعدة ..تعني توجيه بوصلة العداء إلى ما وراء وراء الحدود

صعدة.. تعني توحيد الخطاب كما أراد فصل الخطاب

صعدة تعني القرآن والقرآن يقول (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)

صعدة..تعني المثل الشعبي الذي ورثناه جيلا بعد جيل رغم “الاختلافات”( أنا عدو ابن عمي وعدو من يعاديه) أي ان نختلف فيما بيننا طبيعي، لكن أن نختلف في ظل وجود عدو خارجي يتربص بالجميع الدوائر لا وألف لا وكلا

صعدة..تعني قول الشاعر الذي يقول *تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا..وإذا افترقن تكسرت آحادا

صعدة تعني..الصمود وبذل الجهود لأخذ الحقوق من الغاصبين والغزاة بالقوة

ولكي تفهموا جيدا ما أرمي إليه ولتذكيركم إن كنتم قد نسيتم أن لكم عدوا حاقدا يتربص بكم ذات اليمين وذات الشمال إليكم مايحصل في اليمن عموما وفي صعدة خصوصا كنموذج يحصل كل يوم وليلة في بلد (نحن أولو قوة وأولو بأس شديد)

فقد عمد التحالف السعودي الأمريكي بجانب دول العالم وباستثناء القليل منها إلى شن عدوان شامل وكامل على اليمن بالعموم وصعدة الجرح النازف بالخصوص،ففي شهر مارس 2015 م وفي آخر الليل الهادئ بدأ الغزو “السعو أمريكي إماراتي” على اليمن مستبيحا الجو ومستفتحا “العدوان الهمجي والسافر”بجريمة نكراء”ارتكبها بحق أسرة يمنية في العاصمة صنعاء

كنت في صعدة آنذاك تلقيت اتصالا هاتفيا من صنعاء يخبرني عن غزو جديد لليمن ومذبحة أولى في صنعاء من قبل “العدو الشقيق!”

قلت في نفسي ما دام وقد قصفوا صنعاء فصعدة بالتأكيد على رأس القائمة،وبالفعل..وكما توقعت!

انطلقت طائرات الغدر والإجرام إلى صعدة في سواد الليل فاتحة الأصوات المرعبة بأعلى صوت ،متعمدة إخافة سكان صعدة، وبالفعل خافت النساء والأطفال ،الجميع يبكون في المنزل كنموذج بسيط عن باقي اهل اليمن وكيف لايبكون ،هم بشر لديهم عظم ولحم ومشاعر وأحاسيس هم كباقي البشر يمتلكون وبالفطرة الشجاعة والخوف والحب والإقدام في آن واحد

بدأ الطيران بالقصف غارة بعد غاره ولاشيء في “الإحصائيات الأولية”غير القتلى من النساء والأطفال والآمنين في المنازل أضحوا بين شهيد وقتيل وضحية بكل “المسميات!”، ولامكان بينهم للناجين ولا صوت يعلو هناك لأنين جريح أو صوت طفل ناج من تلك الجريمة فكلهم قد ذبحوا على أعتاب الحي الكائن جوار منزلهم..!،

أحد الجيران يقول كانت هنالك عائلة في هذا المنزل! أين هم؟ استمر البحث طويلا عن الناجين ويبدو أنه لا أمل!،عاود الطيران الكرة هادفا إلى إنقاذ المسعفين من الحياة!وإلحاقهم بالحياة الأخرى ،استمرت محاولات الإسعاف من قبل الجيران والمسعفين حوالي أسبوع كامل!!!،كل ما اقترب المنقذون قتلوا هناك في نفس المكان بفعل الغارات “السعو أمريكية”،وبعد محاولات كثيرة انتشر الباحثون في محيط مسرح الجريمة!!”،أحدهم رأيت يدا هنا!، الآخر وجدت رأسا!هنا يبدو أنه لطفله!!مازالت في الرابعة من عمرها ,آخر ياااااا إلهي هذه أم تحضن إبنها الرضيع لم يتبق إلا” نصفها العلوي ليحتضن الطفل المذبوح!!،الآخر هنا!” وكلمة هنا…!!!!،في ذلك الموقف لا تقال إلا لرؤية طرف من أطراف الضحايا أو رأس أحدهم او قطعة متناثرة من باقي الأشلاء ..أحدهم ينادي بأعلى صوت يارجاااااااال” هنا! قدم عالقة!ساعدوني في إخراجها ،أخرجوها..نعم أخرجوها ولكنهم صدموا بأنها لوحدها من دون صاحبها ..الحصيلة نعم إخوتي أعرف أنكم ستسألونني عن الحصيلة!؟

الحصيلة…” أسرة كاملة تتكون من ثلاثة أبناء كل واحد منهم كان قد كون لنفسه أسرة تتكون من زوج وزوجة وأطفال أصغرهم يمتلك خمسة أطفال!!

بيتهم..نعم كان لديهم بيت يتكون من ثلاثة طوابق أصبحت ركاما على رؤوس ساكنيها ،شكلت تلك الطوابق الثلاثة!!! ثلاث مقابر جماعية!!! لم يدفن فيها الشهداء بالشكل اللائق والمفترض”! نظرا لعدم بقاء أي شخص من أقاربهم على قيد الحياة بفعل تلك الغارة!

نعم أعزائي هذا هو النموذج المبسط عما يحصل في صعدة اليمن المنكوبة جراء العدوان الهمجي ،صعدة مثل غيرها من محافظات اليمن لا تخلو منذ بدء العدوان ومن قبله من جريمة ترتكب بحق ابنائها وأطفالها ومنازلها ،

قصف العدوان بيوتهم وحاول إبادتهم عن بكرة أبيهم ليس لشيء وإنما لحقد كبير توارثوه من أسيادهم اليهود على صعدة اليمن وأهل صعدة ومبادئها ،شردوهم في القفار ولحقوهم إلى هناك لقتلهم هناك..! حيث لا كاميرات تصور ، ولا قنوات توثق ،ولا منظمات حقوقية وإنسانية تتكلم ؛ولا أصوات هناك في مسرح الجريمة ترفع إلا لصاحب الشأن أو لمن يهمه الأمر..!!

ولكن علام الغيوب مطلع على كل شيء وهو حسبها وحسبنا ونعم الوكيل

ومن أجل ذلك وبعد أن تتذكروا كل هذه الأحداث ندعوكم لتكونوا بحجم هذا الوطن وتقفوا بكل مسؤولية لمواجهة كل التحديات؛

،وحدوا الجهود واجعلوا من حدود صعدة الشمالية قبلة لكم للجهاد والتضحية والاستشهاد، وحدوا الجهود واجعلوا من صعدة المنكوبة محطة لإغاثتكم الإنسانية ومهبطا لنجدتكم وفزعتكم العربية الأصيلة،

وحدوا الجهود واعلموا أن آمال هذا الشعب اليمني بكل أطيافه ومشاربه وانتماءاته مع الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين معلقة بوحدتكم وثباتكم وجدكم ونزاهتكم وصمودكم ووفائكم ، فلا تجعلوا مجالا للعابثين والفاسدين ،ولا تعطوا العدوان بأيديكم وبسبب اختلافكم ما لم يأخذه من اليمن خلال عامين ونيف من التضحية والصمود..

وكونوا عند حسن ظن الشعب بكم.

 

 

You might also like