قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن «محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كسر حالة المراوحة» التي تشهدها الأزمة الخليجية «باءت بالفشل»، نتيجة الروايات المتباينة التي أذاعتها كل من السعودية وقطر إزاء الحدث نفسه، والمتمثل بالمكالمة الهاتفية التي جرت بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الرئيس ترامب «عمل على ترتيب الاتصال» بين بن سلمان وبن حمد مساء الجمعة، وهو الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة بين الدوحة من جهة، والرياض وأبو ظبي من جهة أخرى. وزادت أن الرئيس الأمريكي كان قد «وعد بإحداث اختراق في الأزمة المريرة» بين دول الخليج، والتي تشكل «تهديداً للمصالح الأمنية» للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الأخير عرض القيام بدور الوساطة لحل الأزمة، ووضع توقعاته بتحقيق «نصر سريع» للخروج منها. 

وتعليقاً على فشل مساعي ترامب، أوضحت الصحيفة أن الاتصال الهاتفي بين محمد بن سلمان وتميم بن حمد آل ثاني، أكد من جديد مدى «صعوبة التوصل إلى حل للأزمة» الخليجية، في إشارة إلى تشبث الطرفين بمواقفهما، حيث سارعت الدوحة إلى الترويج لمبادرة أمريكية دفعت لإجراء الاتصال، وإبلاغ الأمير تميم نظيره السعودي استعداد بلاده للموافقة على مقترح بن سلمان لتعيين مبعوثين لمناقشة تسوية النزاع، وردم الهوة بين الجانبين، فيما جاء موقف السعوديين مستاءاً من رواية الدوحة لمجريات الأحداث، والتي تظهرهم بمظهر الطرف المبادر إلى تقديم التنازلات حيال الأزمة مع قطر، ما أدى إلى اتهام الرياض للدوحة بـ«تحريف حقائق» ما جرى، وإعلان المملكة تعليق الحوار مع الجانب القطري.

من جهة أخرى، نقلت «نيويورك تايمز» عن محللين قولهم إن مبادرة ترامب، وإن لم تتكلل بالنجاح، أظهرت استعداد كل من الرياض والدوحة لإجراء محادثات. وفي هذا السياق، أفاد مايكل ستيفنز للصحيفة مشيراً إلى عناد طرفي الأزمة ومكابرتهما على ضوء «رغبتهما في عدم إظهار (مؤشرات) تنازل للطرف الآخر»، كون الرياض والدوحة تنظران إلى الأمر بـ«درجة عالية من الحساسية»، وهو ما «يصّعب من (مساعي) حل المشكلة» بين دول الخليج.
ومع الإشارة إلى الحملات السياسية والإعلامية المتبادلة بين السعودية وقطر ومحاولة أطراف الأزمة الخليجية شراء الولاءات داخل الولايات المتحدة، أشارت الصحيفة إلى أن عامل «انحياز» الرئيس ترامب ضد الدوحة خلال الفترة الماضية، عرقل مسار الحلول للأزمة الخليجية، قبل أن يعمد إلى اتباع نهج «أكثر توازناً» إزاء النزاع الخليجي ــ الخليجي، بناء على نصائح وزير خارجيته ريكس تيلرسون، المعروف عنه علاقاته الواسعة مع كافة زعماء الخليج، مذ كان يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة «أكسون موبيل».