كل ما يجري من حولك

الجنوبيون في جبهات الشمال: ضحايا النيران الصديقة والمجهولة!

539
 متابعات| العربي:
تصاعدت ظاهرة استهداف عناصر «المقاومة الجنوبية» المشاركين في الجبهات القتالية في الشمال مؤخراً. فبين فترة وأخرى، يسقط المزيد من القتلى والجرحى بنيران صديقة في جبهات الساحل الغربي أو جبهات البقع وبيحان، ومن لم تطله تلك النيران يُستهدف بغارة جوية «خاطئة»، بحسب ما يُروّج، لطائرات «التحالف العربي»، أو يُقتل بكمين محكم.
المئات من أبناء الجنوب سقطوا في معارك الشمال خلال الفترة الماضية من العام الجاري، بحسب ما أكدت مصادر عسكرية مقربة من «المقاومة الجنوبية» لـ«العربي». وكشفت المصادر أن ما يزيد عن 200 عنصر من «المقاومة» سقطوا بين قتيل وجريح في جبهات الساحل الغربي خلال الشهرين الماضيين. وحصل «العربي» على قوائم بأسماء ضحايا معركة باب المندب، تبين مقتل وإصابة 90 عنصراً جنوبياً في شهر أغسطس الماضي.
المصادر لفتت إلى أن عدداً كبيراً من الضحايا قتلوا بنيران صديقة وبنيران مجهولة من الخلف أثناء مشاركتهم في المعارك، وآخرين قضوا في قصف بـ«الخطأ» لطيران «التحالف» على مواقعهم، مشيرة إلى أن إجمالي الغارات التي استهدفت مواقع تابعة لجنود جنوبيين تجاوز 20 غارة منذ بدء معركة باب المندب في يناير الماضي، أودت بحياة العشرات من أبناء الجنوب.
خيانة بيحان
الجمعة قبل الماضية، سقط 20 مقاتلاً من عناصر «المقاومة الجنوبية» ما بين قتيل وجريح أثناء تصديهم لهجوم شرس من قبل القوات الموالية لـ«أنصار الله» في جبهة بيحان. ووفق مصدر محلي في محافظة شبوة، تحدث إلى «العربي»، فإن عناصر «المقاومة» الذين قتلوا في المواجهات ينتمون إلى اللواء 19 المرابط في بيحان.
واتهم المصدر القوات الموالية لحكومة الرئيس، عبد ربه منصور هادي، والتي تتبع المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، والمتواجدة في المنطقة، برفض الإستجابة لنداءات «المقاومة» بالتدخل عسكرياً. كما اتهمها بـ«الخيانة والخذلان»، معتبراً ما حدث «مؤامرة صريحة» من قبل القوات الموالية لهادي على عناصر «المقاومة» وعلى «اللواء الجنوبي الوحيد الذي يتبع المنطقة العسكرية الثالثة الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح في مأرب».
وفي أول رد فعل على ذلك الحادث، اتهمت اللجنة التنسيقية لمكونات الحراك الجنوبي و«المقاومة الجنوبية» في شبوة، في بيان تلقى «العربي» نسخة منه، المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب بـ«العمل على إفشال وتفتيت جبهة المقاومة في بيحان بتوجيهات من جهات نافذة»، في إشارة إلى الجنرال علي محسن الأحمر، «بهدف السيطرة على منابع النفط والغاز». وأكد البيان أن «صمود المقاومة الجنوبية لن تكسره مؤامرات هيئة الأركان في الجيش الموالي لهادي والمنطقة العسكرية الثالثة».
وأشارت اللجنة التنسيقية إلى أن «التآمر على جبهة بيحان جاء من القيادات العسكرية الموالية لحزب الإصلاح، وذلك بقطع الإمدادات عن المقاومة الجنوبية وخلخلة الجبهات»، مطالبة الرئيس هادي و«التحالف» بـ«سرعة تشكيل لجنة تحقيق من جميع أطراف التحالف، بما فيها الشريك الأساسي على الأرض، المقاومة الجنوبية، للتحقيق في ما تتعرض له المقاومة من تفتيت ومؤامرات، آخرها تفريخ المقاومة وإيجاد تشكيلات عسكرية أخرى تكون الغلبة فيها لحزب الإصلاح».
معركة تصفيات
أكثر من دليل يشير إلى أن عدداً من جبهات القتال التي يشارك فيها جنوبيون، وخصوصاً قيادات عسكرية موالية للحراك الجنوبي، غدت أكثر من مجرد معارك قتالية، وتحولت إلى جبهات مفتوحة لتصفية حسابات خفية مع الكثير من قيادات الجنوب العسكرية. فخلال الفترة الماضية من العام الجاري، قُتل عدد من القيادات العسكرية الجنوبية في معركة الساحل الغربي في ظروف غامضة.
من الأمثلة على ذلك، مقتل اللواء أحمد سيف اليافعي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، في فبراير الماضي، بصاروخ موجه من قبل القوات الموالية لـ«أنصار الله»، استهدفه قرب يختل في مدينة المخا، ومقتل قائد جبهة شرق كهبوب، القيادي سلطان محمد جوهر الصبيحي، والقيادي محمد سيف ناشر الحالمي، وعبد الناصر يحيى قاسم الداعري، والعقيد صالح سالم صالح الصبيحي، عقيد ركن استطلاع اللواء الأول مشاة في عدن، ورفاقه، خلال الربع الأول من العام الجاري.
«التحالف» يتآمر أيضاً
على الرغم من أن بعض تلك القيادات الجنوبية استُهدفت بضربات صاروخية موجهة بناءً على إحداثيات دقيقة تلقتها حركة «أنصار الله» من مكان تواجدها وعن مسار تحركها، كما حدث أخيراً في استهداف القيادي السلفي في موزع، شكري الصبيحي، بصاروخ موجه، الشهر الماضي، إلا أن قيادات أخرى تعرضت لقصف جوي من قبل طيران «التحالف»، مثلما حدث في 23 يناير الماضي، عندما استهدف طيران «التحالف» موكب قائد «اللواء الأول – حزم»، عبد الغني الصبيحي، في منطقة كهبوب، ما أدى إلى مقتل 6 من مرافقيه.
القتل من الخلف
ظاهرة جديدة وخطيرة في آن واحد طرأت على المشهد أيضاً، تمثلت في تصاعد ضحايا النيران المجهولة التي تستهدف المقاتلين الجنوبيين دون غيرهم من الخلف، والتي أودت بحياة عدد كبير منذ قرابة الشهرين، وخصوصاً في جبهات موزع ومعسكر خالد بن الوليد. يضاف إلى ذلك نصب الكمائن للقيادات الجنوبية في الطرق العامة في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية للإمارات، حيث سُجّل خلال الشهرين الماضيين مقتل عدد من الجنود الجنوبيين أثناء مرورهم عبر طريق المخا ـ كهبوب، بكمائن مختلفة، البعض منها نفذها مسلحون يرتدون الزي الرسمي وأخرى مجهولون.
ففي الرابع من شهر أغسطس الماضي، قُتل القيادي الجنوبي، هشام عادل سعيد الودودي الصبيحي، وجرح 11 آخرون من منتسبي «كتائب الحمدي»، في كمين مسلح استهدف موكبه في منطقة الكدحة في المخا، ولم تُعرف بعد الجهة التي نفذت الهجوم، خصوصاً وأن القوات الموالية لـ«أنصار الله» لم تتبنّ العملية، وهي التي تعلن عن أي عملية عسكرية بعد التنفيذ.
You might also like