ما الذي تبقى للعُـدْوَان ليقوم به سوى المزيد من الانتكاسات
أحمد عقبات
___________________
قصفوا.
قتلوا.
دمروا.
هدموا.
أحرقوا.
فتنوا ؛
أهلكوا.
يتّموا.
أبادوا.
شرّدوا.
ماذا بقي لديهم ولم يفعلوه بعد؟!
لقد استخدموا كُلّ الأسلحة، وجرّبوا كُلّ الطرق، وأنفقوا كُلّ أموالهم، وحرّكوا مُـرْتَزَقَة الوطن، وسخّروا كُلّ إمْـكَانياتهم، وشغّلوا كُلّ طاقاتهم، وتزوّدوا بأحدث التقنيات، واستنفدوا جميع قدراتهم، وبذلوا قُصارى جهدهم، وجمعوا جيوشَ العالم وحثالة البشر.
نعم، في عُـدْوَانهم علينا فعلوا كُلَّ شيء وكل ما بوسعهم، وبجانبهم رأسُ الشر أَمريكا والعقلُ المُنفذ ‘إسْرَائيْل’، زودتهم أَمريكا بأحدث السلاح وآخر التقنيات وجهّزت لهم مراكز دراسات ودعماً لوجستياً وغرفة عمليات مباشرة وإحداثيات وصواريخ وطائرات وجميع الأسلحة المحرّمة دولياً وهيّأت لهم كُلّ السُبل والإمْـكَانيات وساعدتهم وأسكتت العالم وحرّكت مجلس الأمن الدولي واتخذت القرارات والعقوبات علينا وأعطتهم أقوى المدرعات والعربات والدبابات والمصفحات وأعتى منظومات الدفاع الصاروخي والجوي وباعت لهم كُلّ شيء!.
طول فترة هذه الحرب التي شارفنا على الاقتراب من نهاية عامها الأول والـيَـمَـن صامد وثابت وشامخ وقوي وصابر ومُدافع ويُسطر أعظم البطولات مِنْ اقتحامٍ لمواقعهم وتدمير دباباتهم التي تُعد أسطورة السلاح الأَمريكي والسيطرة على مدنهم ومعسكراتهم وإسقاط لطائراتهم وإطلاق الصواريخ الباليستية على قواعدهم العسكرية ومطاراتهم وتجمعاتهم ومناطقهم الحساسة.
نعم، صدّر الـيَـمَـني أروعَ الأمثلة، يخرج من تحتِ الأنقاض مُبتسماً ويقول: لن نركع إلا لله.
ويأتي آخر قد فقد جميع عائلته وهو مطمئن ويقول: سأضحي بنفسي بعد جميع عائلتي من أجل الوطن.
ويأتي آخر وتراه شيخاً كبيراً في السن ويقول: سأقدم أولادي ونفسي من أجل تراب هذا الوطن الغالي ومن أجل نصرة دين الله.
وتأتي أُمٌّ قد ضحت بفلذة كبدها لاستقبال جنازة ابنها الشهيد بالزغاريد وهي تقول: الحمد لله أن اصطفى ولدي شهيداً.
هذه بعضُ الأمثلة وما أَكْثَـرها، وهناك ما هو أعظمُ منها بكثير ولكني اقتصرتُ على بعضها.
نعم، هذا هو الـيَـمَـني الذي امتدحهُ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلّم، والإمام علي، وجميع الكُتّاب والمؤرخين والعلماء والفلاسفة..