كل ما يجري من حولك

شموعُ الموت

596

قاسم محمد حدرج*

صادَفَ أمس الأول احتفال مملكة الخير بإطفاء شمعة السنة الأولى لمولودها الشيطاني الذي أطلقت عليه اسم عاصفة الحزم، والذي جاء نتيجة لعملية زنا جماعي شاركت فيها مجموعة الإجماع العربي على سرير الجامعة العربية تحت غطاء عصابة الأُمَــم.

 سيطفئون شمعة الاحتفال بعد أن اطفئوا النور من عيون ملايين الـيَـمَـنيّين وأرّخوا بظلمهم وظلامهم على حياة هذا الشَّعْـب الذي كان كُلّ ذنبه أنه عصيٌ على الاستعباد لا يخضعُ لسيف حاكم أَوْ لسوط جلاد.

ولكن على هذا الشيطان أن يعلمَ بأن هذه السنة بشهورها وأيامها التي امتلأت بدم الأطفال ودموع النساء ستكتب فصول النهاية لهذه المملكة؛ لأن الدموع والدماء قابلتها عزيمة رجال أبْـطَال وقفوا سَدّاً منيعاً أَمَـام أَحْــلَام هذه المهلكة وحولوها كوابيس مرعبة صدعت كيانها وعما قريب سنشهد انهيارها، فها هو العالم الذي وضع عينيه عصابة كي لا يرى الجرائم التي ترتكب بحق الإنْسَـانية لم يعد قادراً على إغماض عينيه أَوْ إدارة ظهره لا لأنه أَصْبَـح معنياً بالإنْسَـان ولكن لأنه أَصْبَـح عاجزاً عن تغطية هذه الجرائم وبعد أن تجاوز القاتل كُلّ المحرمات واستنفد كُلّ الأوقات التي مُنحت له ولم يعد بمقدور مستخدمي هذا القاتل المأجور أن لا ينهوا مهمته القذرة.

 ومن هنا بدأت تقارير الأُمَــم المتحدة تنشر الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها، كما صوت الاتحاد الأوروبي على وقف بيع الأسلحة لهذه المهلكة؛ لأنها ارتكبت مجازر بحق المدنيين، الأمرُ الذي يُعتبَرُ جريمة حرب وجريمة ضد الإنْسَـانية وكشف الإعلام الغربي عن الستارة السوداء التي كان يغطي بها على جرائم السعودية وبدأت المقالات تتوالى عن دورها في زرع وتمويل الإرْهَــاب وعن الفكر الوهابي الهدام، وهذا ما يفسر إقدام السعودية على التعاون المعلن مع الكيان الصهيوني، فالفتاة التي كانت تدّعي الشرف والعفة وأنها من مرتادي المساجد، فلن تخجل بعد أن تضبط بالدعارة بالجرم المشهود وتنشر صورها على الملاء من ارتياد بيوت الدعارة وهذا هو حال السعودية التي أَصْبَـحت تتلحف حَالياً ببعض المرتزقة من الدول الفقيرة لتسند بهم ترنحها قبل السقوط المدوي، وأكبرُ دليل هو الجنون الذي أصابها من تصريح سيد المقاومة عن مظلومية الشَّعْـب الـيَـمَـنيّ وبأن من يريد الحصول على وسام الشرف عليه أن يكون إلَـى جانب هذا الشَّعْـب فكانت النتيجة أن تطوعت المملكة بإسعاد الصهاينة وتحقيق إنجاز عجزوا عن فعله ألا وهو تصنيفُ حزب الله منظمة إرْهَــابية وهي من حيث لا تدري فقد صنفت نفسَها ومجلسها الغنمي بأعداء الله مصداقاً لقوله تعالى ((ترهبون به عدو الله وعدوكم)).

سنة المظلومين في الـيَـمَـن ستنهي حقبة من تأريخ ظلم بني سعود فشكراً لهذا الشَّعْـب العظيم، فتأريخ الـيَـمَـن كان وسيبقى تأريخاً مشهوداً.

* محامي لبناني.

You might also like