كل ما يجري من حولك

هآرتس تكشف أخطر معادلة جديدة.. كَيان الاحتلال مرتبك: لم نعد نفهم حسابات حزب الله

171

متابعات..|

تناول تحليلٌ موسَّع للصحفي “الإسرائيلي” تسفي برئيل التداعيات الاستراتيجية لاغتيال هيثم علي طبطبائي، الذي بعتبره كَيان الاحتلال الصهيوني أحد أبرز قادة حزب الله العسكريين.

ويرى التحليل الذي نُشر في صحيفة هآرتس العبرية، أن العملية “الجراحية” فتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر بين بيروت وتل أبيب، بعدما كسرت ما وصفته بـ“الروتين المتفق عليه” الذي ساد منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وبحسب التحليل، فإن الأشهر الماضية شهدت حالة شبه مستقرة: (إسرائيل) تعمل بحرية واسعة في الأجواء اللبنانية بدعم أمريكي، بينما يكتفي حزب الله بردود سياسية وإعلامية محسوبة دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، إلا أن اغتيال طبطبائي – الرجل الثاني عسكريًّا في الحزب – قلب هذا التوازن، ودفع قيادة الحزب إلى إعادة تقييم استراتيجية الردع، خُصُوصًا مع تصاعد المخاوف من أن يتحول الأمين العام المؤقت نعيم قاسم إلى هدف محتمل.

وتنقل هآرتس عن مصادر سياسية لبنانية أن الاغتيال لم يكن بالضرورة إعلان حرب، بل “رسالة مباشرة” للحكومة والجيش اللبناني للإسراع في تنفيذ الخطة التشغيلية لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، وهي الخطة التي عرضها الجيش في آب/أغسطُس ووافقت عليها الحكومة، إلا أن الصحيفة تشكّك في قدرة الضغوط الإسرائيلية على تغيير الواقع، مرجحة أن (إسرائيل) استغلت “فرصة استخباراتية” لا أكثر، في عملية تبدو أقرب لردّ سريع منها لاستراتيجية طويلة المدى.

ويرى برئيل أن هذه الضربة قد تنتج مسارَين متناقضين: إما تسريع مسار نزع السلاح، أَو منح حزب الله ورقة قوة إضافية تسمح له بتقديم نفسه كحامي لبنان من “الخطر الإسرائيلي”، وتؤكّـد الصحيفة أن الحزب – رغم تراجع قدراته اللوجستية في سوريا – لا يزال يمتلك القوة الكافية لخوض حرب أَو إشعال صراع داخلي إن شعر بتهديد وجودي، لا سِـيَّـما مع اقتراب الانتخابات اللبنانية.

وفي قراءة لما تسميه الصحيفة “رسائل مزدوجة”، يشير برئيل إلى رسالة نعيم قاسم المفتوحة للرؤساء الثلاثة قبل أسبوعين، والتي رفض فيها مناقشةَ نزع السلاح تحت الضغط الإسرائيلي، لكنه لم يشر خلالها إلى المفاوضات مع (إسرائيل)، ما عُدّ تلميحًا ضمنيًّا بالسماح للحكومة بالتفاوض – كما حدث في مِلف ترسيم الحدود البحرية، وبعدها بيومين قال قاسم: “وقف إطلاق النار هو في جنوب لبنان فقط.. ولا يوجد أي خطر على المستوطنات الشمالية”، وهو تصريح وصفته هآرتس بـ“الاستثنائي”، ورأى فيه بعض اللبنانيين إعلانًا غيرَ مباشر لنهاية الحرب.

وتخلص هآرتس إلى أن اغتيال طبطبائي وضع لبنان و(إسرائيل) أمام تقييم استراتيجي جديد: فتل أبيب تدرك أن أي استهداف لقادة الصف الأول في حزب الله قد يفتح الباب أمام ردود نوعية غير محسوبة، فيما يدرك الحزب أن اغتيال شخصية بوزن طبطبائي لا يمكن أن يمرّ دون إعادة رسم قواعد الاشتباك.

وبين القلق الإسرائيلي والحسابات اللبنانية المعقدة، تبقى المواجهة مفتوحة على احتمالات قد تقود إلى تصعيد أَو إلى ترتيبات سياسية جديدة، لكنها بالتأكيد تؤكّـد – كما تقول الصحيفة – أن “المرحلة السابقة انتهت”.

المصدر: صحيفة هآرتس العبرية

You might also like