سلاحٌ ضد الدروع المقاوِمُ يتفوَّقُ على سلاح المدرعات الإسرائيلي
متابعات| تقرير*:
منذ الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى، تفوق سلاح ضد الدروع التابع للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية بشكل كبير، على سلاح المدرعات الإسرائيلية، وهذا ما لا يستطيع إنكاره أي أحد. فقد استطاعت حماس منذ بدء عملية طوفان الأقصى، من تسديد ضربات نوعية وقاتلة لجميع أنواع المدرعات التي يمتلكها جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتها ميركافا الجيل الخامس – باراك.
أمّا في جنوب لبنان، حيث كان لسلاح ضد الدروع في حزب الله، تاريخه الكبير والحافل ضد ميركافا الجيل الرابع خلال حرب تموز من العام 2006، فقد تميّزت عمليات هذا السلاح باستهداف منظومات الرصد والتجسس والمراقبة والاستطلاع الإسرائيلية، المنتشرة على طول الحدود بين لبنان وفلسطين، والتي لا يقلً استهدافها أهمية عن استهداف المدرعات (التي توارت عن الأنظار منذ الأيام الأولى للمعركة، وتقوم المقاومة الإسلامية في لبنان باستهدافها مباشرةً عند ظهورها).
ويعتبر كيان الاحتلال سلاح المدرعات التابع له، هي الركن الأساسي في أي عملية برية خلال أي حرب، ولذلك عمد على تطويرها منذ عقود، وسخّر لذلك ملايين الدولارات. وقد عبّر إيهود باراك عن أهمية تطوير هذا السلاح ذات مرّة في العام 2011، عندما كان يشغل منصب وزير للحرب، حيث قال بعد قرار للجنة وزارية الموافقة على خطة لتطوير مدرعة النمر الناقلة للجنود في حينه، بأن القرار هو “تأكيد إضافي على أن القوة البرية المدرعة ضرورية للتعامل مع الصراعات المستقبلية، وهي بمثابة قوة مضاعفة لقدرات جيش الدفاع الإسرائيلي في مجالات الحرب البرية”.
لذلك فإن حركات المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان استطاعت من خلال سلاح الدروع انطلاقاً من قذيفة الياسين 105 مروراً بعبوة العمل الفدائي وعبوة شواظ وصولاً الى صاروخ كورنيت، من ضرب أساس عنجهية جيش الاحتلال، أي الآلية المدرعة دبابة كانت أم ناقلة جند، المجهّزة بأفضل أنواع الدروع في العالم، والمزودة بأحدث أنواع التكنلوجيا والأسلحة.
وبمقارنة بسيطة بين مواصفات وتكاليف المدرعات والأسلحة، سنعلم حينها بأن عنصر الإرادة والشجاعة الحكيمة لدى المقاومين، قد استطاع بإمكانيات متواضعة، صنعت معادلات ميدانية صعبة، كشفت عجز سلاح المدرعات الإسرائيلية عن صنع فارق (كالفارق الذي فعله في ثغرة الدفرسوار خلال حرب تشرين التحريرية عام 1973)، وعن تكبده خسائر جسيمة بمئات الآليات المدرعة المدمرة كلياً أو جزئياً.
المدرعات الإسرائيلية: بعض المواصفات والكلفة
_ دبابة ميركافا مارك 4 – باراك:
النموذج الأكثر تقدمًا من دبابة ميركافا – وهي دبابة القتال الإسرائيلية التي تتوافق مواصفاتها مع معايير الجيل الرابع والأحدث (خصوصاً نظام تروفي ومنظومة خوذة ” Lightning” القتالية التي يرتديها قائد الدبابة، والتي تمكنه من أن يرى ويمسح كل محيط الدبابة 360 درجة).
تبلغ كلفة الدبابة الواحدة منها: 3.5 مليون دولار. تم تجهيز اللواء المدرع 401 بها.
_ دبابة ميركافا مارك 4 أم 400: مجهزة بنظام إدارة المعركة الرقمي (BMS)، أي تتواصل معلوماتيا واستخباراتيا مع جميع الأذرع لتحديد الأهداف، وتبلغ كلفتها للنسخة التصديرية 4.5 مليون دولار، تم تجهيز اللوائين المدرعين 188 و7 بها.
_ ناقلة الجند المدرعة “نمر”، التي تم اعتمد في تصميمها على هيكل دبابة ميركافا، وتم تزويدها بالكثير من المعدات والأسلحة المتطورة في مقدمتهم نظام تروفي (المخصص للتعامل مع أسلحة ضد الدروع)، وتبلغ قيمة الألية الواحدة حوالي 3 مليون دولار.
الأسلحة المضادة للدروع
_ قذيفة الياسين 105: التي كشفت عنها المقاومة الفلسطينية منذ الأيام الأولى للمعركة، والتي يقدّر البعض من الخبراء أنا كلفة القذيفة الواحدة منها لا تتجاوز 500$ دولار أمريكي.
_ عبوة العمل الفدائي: عبوة يدوية مضادة للدروع محلية الصنع، تُشبه آلية عملها القنابل اللاصقة التي استخدمها جنود المشاة خلال الحرب العالمية الثانية، تزن حوالي 3.2 كغ، ويمكنها اختراق 60 سم من الحديد الصلب، وتظهر فاعليتها التدميرية بشكل كبير عندما يتم إلصاقها خلف الدبابة عند مخزن الذخيرة أو بين برج الدبابة وهيكلها.
_ عبوة شواظ: عبوة ناسفة مضادة للدبابات والعربات العسكرية والأفراد، يتم زرعها من المسافة صفر، كانت تزن في البداية 40 كغ من المواد شديدة التفجير، لكن أحدث إصداراتها “شواظ-7” الأكثر تطورا والأقل وزنا وذات القدرةٌ التدميرية العالية، تحتوي 3.5 كغ من المواد شديدة الانفجار، وتستطيع اختراق 38 سنتيمتراً من الحديد، ويتم تفجيرها عن بعد.
_ صاروخ كورنيت: استخدمت منه خلال هذه المعركة كلا المقاومتان في لبنان وفلسطين، ويعتبر السلاح الأبرز ضد دبابات الميركافا والمدرعات منذ حرب العام 2006، والتي اشتهر خلالها عندما استخدم في مجزرة وادي الحجير وسهل الخيام وفي محور بنت جبيل أيضاً.
أما في المعركة الحالية، فقد تم استخدامه على نطاق محدود في قطاع غزة، لعدم الحاجة الميدانية لذلك نتيجة لتوفر الأسلحة المعروفة بتفعيلها من المسافة صفر.
أما في جبهة لبنان، فتم استخدامه بكثرة وبنوعيات مختلفة ومتطورة (بالمدى وبالتأثير)، نظراً لعدم إمكانية اعتراضه من منظومة القبة الحديدية، وقد حقائق خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال بشرية (عشرات الجنود والضباط بين قتيل وجريح) ومادية (قواعد ومواقع ونقاط ومنظومات وآليات). وتقدّر تكلفته بحوالي 50 ألف دولار للصاروخ الواحد.
الكاتب:
علي نور الدين
-كاتب في موقع الخنادق.
– بكالوريوس علوم سياسية.