كل ما يجري من حولك

ويبقى الأنصار أنصاراً

469

 

أم الصادق الشريف

المتوقع من اليمنيين هذا العام ما تعوّد منهم العالمُ كُـلّ عام من المفاجآت التي تزداد عاماً بعدَ آخرَ..

في كُـلِّ عامٍ ورغم العدوان والحصار شعارهم قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، وقوله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).

فرح ويفرح وسيفرح اليمنيون بالفضلِ العظيم والرحمة المهداة للعالمين، رغم أحزانهم وأوجاعهم، رغم حصار العدوان لهم براً وبحراً وجواً، رغم انقطاع الغذاء والدواء إلّا ما كسب اليمنيُّ من أرضه وإنتاجه وتكافله، إلّا أنهم فرحوا ويفرحون، ورفعوا ويرفعون ذكرَ من رفع ذكرَه اللهُ عزّ وجل، وهذا شرفٌ لا يُنال إلّا بتوفيقٍ من الله تعالى..

الكثيرُ من الشعوب ومن الدول الإسلامية يقيمون المولدَ النبويَّ الشريفَ، إلّا أن إقامتَه في اليمن شيءٌ آخرُ والعالمُ يشهد، فواللهِ إنني لأطلع من مرتفعٍ لأرى آخر الحشود في يوم مولده ولا أستطيع، كأنهم أمواج بحر تتدفق، سيول من الحشود البشرية، نساء ورجال وأطفال تجعلني أشكرُ اللهَ مئاتِ المرات، وعندما أصل البيت أسجد؛ شكراً لله على هذا الوعي الشعبي، وهذا العشق المحمدي، وهذا الولاء الذي لا مثيلَ له عبر التاريخ..

حقاً إنها مشاهدُ سنوية منذُ بداية العدوان، منذُ قيام ثورة الأحرار اليمنية المحمدية الحيدرية الحسينية، منذُ أن قال أبو جبريل: (حذارِ حذارِ)، حذارِ أن تقفوا في وجه ثورةٍ نهجها قرآني، قائدها محمدي حيدري حسيني..

وبالفعل كلّما وقفوا بوجه هذه القيادة وهذا المنهج كلما زادت اتساعاً وعزةً وصلابةً وانتشاراً أذهل العالمَ بحقٍّ، المعجزاتُ التي تحصل لليمنيين ما هي إلّا ببركات هذا الخطى المحمدي الذي يرفع ذكرَ أنبياء الله وأوليائه، بينما خصومُهم يرفعون ذكرَ أعداء الله وأعداء رسوله، ويقفون بكلِّ قوة ضدَّ إقامة هذه المناسبات بلا خجلٍ ولا خوفٍ من الله تعالى ولا من المؤمنين..

كما إن الأفعى التي أرادت لدغَ المؤمنين في المولد، وتم درءُ فتنته خلال ساعات وهو يُعدّ لثلاثٍ وثلاثين سنةً، ثم يدبّر المكرَ للمؤمنين منذُ أول يوم تعاهدوا فيه على الأخوّة الوطنية، إلّا أن رسولَ الله -صلواتُ الله عليه وعلى آله- لم يسمح أن يُغدر أولياؤه في يومِ مولده، وفي جمعٍ تجمّعَ في محبته…

هذه هي اليمنُ السبّاقةُ لكلِّ فضيلة، وعلى رأس الفضائل أنها تصدّرت وستتصدّر العالمَ في إحياء مولد خاتمِ الأنبياء، سيّدِ الرسل، وإن شاء الله يكون الفتحُ قريباً ببركاتِ مولد صاحب الفتح وصاحب العفو وصاحب الكمال الأخلاقي المطلق، وما نيتُنا بعد الفتحِ إلّا أن نقولَ كما قال الرحمةُ للعالمين: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).

You might also like