كل ما يجري من حولك

أربعينية الحسين وأفواجُ الثائرين

475

 

بلقيس علي السلطان

خرجوا أفواجاً ليدخلوا مشاةً حيثُ مرقد سيد الثائرين وسيد شباب أهل الجنة ومرقد من استشهدوا معه في واقعة كربلاء، التي لن تُمحى من ذاكرة الأحرار والثائرين مهما حاول الطغاةُ محوها على مرِّ الأزمان والسنيين.

تنهمر العَبَراتُ وتنطلق الآهات؛ شوقاً لزيارة ضريح الحسين بكربلاء، ولعل ما يواسيها هي تلك الجموعُ المليونية التي نراها في إحياء أربعينية الحسين، وتلك الصور التي تروي حكاياتٍ من البذل والعطاء لمحبي آل البيت في توفير كُـلِّ ما يحتاجه الزائرون، علاوةً على ذلك تلك المعارض من الصور التي تروي قصصَ كربلائيي العصر الثائرين وما عانوه جراءَ ثوراتهم ضدَّ طغاة العصر، ولعلها صورٌ لا تختلفُ عمّا عاناه الحسين من جبروت الطغاة الآثمين.

إنها كربلاء تضُمُّ في أرضها المقدسة جموعاً حسينيةً، من مختلف البلدان يجمعُهم حبُّ آل البيت الكرام، ما بين طفل وامرأة، وشيخ وشابٍّ، جميعُهم يسير إلى مرقد الثائرين، وأفواههم تلبي بأننا على دربكم سائرون، وبأن مظلوميتكم هي جذوة الجهاد ضد الطغاة والمعتدين.

تلك الجموعُ الحسينية تبعث برسائلَ واضحةٍ بأنَّ ثورةَ الحسينِ ما زالت مستمرّةً، وطالما وُجِد الطغاة ستوجد الثورات ويوجد الثوار، فالسلامُ على أبي عبدالله الحسين قبلةِ الثائرين ومنارةِ الأوفياء والصادقين.

You might also like