كل ما يجري من حولك

بالوعي والبصيرة نحمي نسيجَنا الاجتماعي ولُحمتنا الوطنية من التمزق والاندثار

596

منصور البكالي

هذا ما شدد عليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب اختتام المراكز الصيفية المتزامن مع الاحداث الاستفزازية في عدن التي تحاول دول العدوان وعلى راسها السعودية والإمارات حرف بوصلة الصراع إلى الداخل للتخفيف من تصاعد الردع العسكري للجيش واللجان الشعبيّة والوحدة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر صوب العمق السعودي ومنشأته الحيوية والتي كان آخرها في الدمام.

هنا تتجلى أهميّة الوعي والبصيرة في التعاطي مع الأفعال والاحداث من حولنا والتحكم في ردة الفعل المناسبة تجاه مختلف القضايا، بعد معرفة وكشف مُخَطّطات الجهات التي تختفي خلفها، وتحاول من خلالها تنفيذ اجندتها الخاصة في ميدان المعركة.

 ومن هذا المنطلق يمكن لنا رسم استراتيجية الرد المناسبة على تحَـرّكات أدوات المحتلّ الإماراتي في عدن بعد أن أجبر على الانسحاب المتدرج منها، وربطها بالرد على التحَـرّكات السعودية في بقية المحافظات المحتلّة، بالإضافة إلى استغلال تلك التحَـرّكات والمُخَطّطات المكشوفة لدول العدوان ومرتزقتهم في تعبئة وتوجيه الرأي العام الشعبي في مختلف المحافظات لتأييد ودعم ومساندة خياراتنا السياسية والعسكرية خلال هذه المرحلة.

كما يمكن لنا اليوم تحريك كافة القواعد الشعبيّة في المناطق الجنوبية المحتلّة للتعبير عن قيمها ومبادئها الحرة الاصيلة تجاه أدوات المحتلّ المتحكمة في إدارة وقيادة الجماهير وتحَـرّكاتها المحددة والمرسومة في خطط واستراتيجيات قوى الغزو والاحتلال.

ولن يكون لنا ذلك مالم تنهض الأحزاب السياسية والقيادات والوجاهات القبلية في المناطق المحتلّة بمسئوليتها لتدير هي ردة الفعل الجماهيرية المقاومة للاحتلال ومرتزقته، وهؤلاء يحتاجون إلى مساندة القيادة السياسية في حكومة الإنقاذ الوطني على مختلف المستويات الإعلامية والتنظيمية والمالية، ليتمكّن أبناء المحافظات المحتلّة من المشاركة الفعلية في تحرير هذا الوطن والدفاع عن سيادته وكرامة أبنائه، وينزعون القناع عن من أوكل لهم المحتلّ تنفيذ مُخَطّطاته التدميرية للنسيج اليمني وثقافته وقيمه ومبادئه السامية.

وفي هذا الصدد يمكن لنا الإشارة إلى أهميّة انعقاد مجلس النواب لتدارس المستجدات على الساحة الوطنية بعد الانسحاب الإماراتي، وتصدع الخلافات بين قوى العدوان ومرتزقتهم في المحافظات المحتلّة، والخروج برؤية استراتيجية شاملة، تتضمن تشكيل قوى عسكرية وسياسية من أبنائها تقود تحرير تلك المناطق من الخونة والعملاء، وتدير شؤونها وتعيد إلى أبناء تلك المناطق حريتهم وكرامتهم وارادتهم المسلوبة وقرارهم المصادر، فنضمن بذلك الوعي والبصيرة في استمرار رفد الجبهات بالرجال والمال والانتصار على العدوان ومرتزقته، وحماية نسيجنا الاجتماعي ولحمتنا الوطنية من التمزق والاندثار.

You might also like