أصوات داخل كَيان الاحتلال تدعو لإقامة دولة فلسطينية كـ “ضرورة” لتجنُّب الانفجار
خبير إسرائيلي يحذّر: البديل عن الدولة الفلسطينية “قنبلة موقوتة” تهدّد أمن الاحتلال
متابعات..|
في خضم الرفضِ الرسمي (الإسرائيلي) القاطع لإقامة دولة فلسطينية، بدأت تظهر أصواتٌ داخل كَيان الاحتلال تعتبر أن التمسُّكَ بهذا الرفض يمثّل “قنبلة موقوتة” تهدّد الأمن الإسرائيلي على المدى الطويل.
تحوُّلٌ في الخطاب من منطلق براغماتي بحت، يرى أن غيابَ الأفق السياسي يخلق واقعًا من التطرف المتصاعد والضغط الدولي المتزايد، وهو ما يشكل خطرًا أكبر بكثير من المخاطر الأمنية المترتبة على قيام دولة فلسطينية بشروط صارمة.
الخبيرة في التعليم والمجتمع والوعي العام، دانيت باربيباي، أوضحت في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية أن الحديث حول الدولة الفلسطينية، الذي احتل مركز الصدارة مؤخّرًا، يلتقي فيه “الأمل بالواقع”.
ورغم أن البعض يرى فيها “فرصة تاريخية” والبعض الآخر “خطرًا أمنيًا”، فإن الحقيقة أكثر تعقيدًا؛ فالمخاوف الأمنية تظل هي الصوت الأول المسموع؛ إذ إن أي كَيانٍ سيادي يفشل في بناء حكم قوي قد يتحول بسرعة إلى بؤرة لنشاط “المنظمات المعادية”، مستشهدة بما حدث في قطاع غزة عندما ملأت حماس الفراغ الحكومي.
وتشير الكاتبة إلى أن إقامة كيان سيادي فلسطيني يحد من “حرية الجيش (الإسرائيلي) في العمل على أراضيه”، ويجعل الإجراءات الاستباقية “مثيرة للجدل على الساحة الدولية”، مما يضع كَيانَ الاحتلال في موقف لا يمكنها فيه العمل طويلًا دون مواجهة موجة من الاتّهامات. كما أن إعلان الدولة، حتى لو كان محدودًا، يطلق “موجة جديدة من المطالب والجداول الزمنية والالتزامات” الدولية.
ومع ذلك، تؤكّـد باربيباي أن إقامة الدولة الفلسطينية ليست “عصا سحرية” لحل المشاكل، بل قد تزيدها حدة وتحولها إلى تهديد مباشر للاحتلال، لكنها تشدّد على أن الجمود السياسي لعقود طويلة خلق “يأسًا عميقًا” في الجانب الفلسطيني، وهذا اليأس ليس وضعًا ثابتًا، بل هو “وقود يغذي التطرف”، وبدون أفق سياسي، تتلقى “المنظمات المعادية ريحًا مواتية”.
وتحذّر الكاتبة من أن الساحة الدولية تتغير، وأن الجيل الشاب في الغرب ينظر إلى الركود المُستمرّ على أنه “عدم رغبة في التغيير” من قبل كَيان الاحتلال؛ مما يعني أن الثمن سيستمر في الارتفاع عامًا بعد عام، في كُـلّ حملة انتخابية وفي كُـلّ نقاش في الأمم المتحدة.
وتخلُصُ إلى أن إقامة دولة فلسطينية دون شروط أمنية صارمة وواضحة هي “قنبلة موقوتة”، ولكن غياب الدولة الفلسطينية نفسه قد يخلق واقعًا من التطرف وضغوطًا دولية متزايدة.
وتختتم الكاتبة مقالَها بالتأكيد على أن كَيان الاحتلال يتحمل مسؤوليةً أمنية جسيمة، وأن الأمن لن يدوم طويلًا إذَا بقي فراغ على الجانب الآخر يُولّد الإحباط الذي يُعيد تدوير الكراهية والعنف. وبالتالي، فإن انهيار الدولة الفلسطينية أَو غياب أي أفق سياسي يدفع المنطقة بأكملها نحو الانفجار، يشكل “خطرًا حقيقيًّا على (إسرائيل)”، التي تحتاج لخلق واقع مستقر وآمن لنفسها في العقد القادم، مع منح الفلسطينيين فرصة حقيقية للخروج من دائرة الرعب واليأس.
المصدر: صحيفة “معاريف” العبرية