كل ما يجري من حولك

أنصارُ الله (الحوثيون) يرفضون عرضاً أمريكياً لصرفِ مرتبات الموظَّفين اليمنيين

413

متابعات| تقرير:

تحظى العمليات التي تنفذها قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية في البحر، أو السفن المرتبطة بإسرائيل، وبقدر ما تحاول الولايات المتحدة وإسرائيل شيطنتها وتدويلها، بقدر من الإعجاب في عدد من الدول، على المستوى الإعلامي والشعبي، باعتبارها الإجراء العملي الوحيد في المنطقة الذي وقف إلى جانب الفلسطينيين مسانداً ومناصراً في الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، خصوصاً بعد ما رأى العالم حجم الإجرام الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع، حيث لم يتعرض شعب لإبادة جماعية على مدى التاريخ مثلما يتعرضون له.وسائل إعلام إسرائيلية وصفت اليمنيين بالأبطال، وأشارت إلى أن من الصعب جداً الإضرار بهم، وأنهم استطاعوا مواجهة حرب التحالف الذي قادته السعودية على اليمن منذ 2015م، منوهةً بأنهم مستعدون لمواصلة موقفهم تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت صحيفة “دافار هيوم” العبرية “إن اليمنيين أصبحوا أبطال العالم الإسلامي ويتمتعون بالكثير من القوة والحافز، ومن الصعب جداً الإضرار بهم”، مشيرةً إلى أن “الحوثيين يكتسبون التعاطف والسلطة السياسية، وقد تعاملوا بنجاح مع الهجمات المكثفة في السنوات الأخيرة، ومستعدون للذهاب إلى النهاية”.

الصحيفة العبرية أضافت في تقرير للباحثة في منتدى الفكر الإقليمي بإسرائيل عنبال نسيم لوفتون، والذي نشرته بعنوان “لقد أصبح الحوثيون أبطال العالم الإسلامي ومن الصعب جداً الإضرار بهم”، أن الحوثيين رفضوا عرضاً أمريكياً مفاده أن الولايات المتحدة الأمريكية ستصرف رواتب الموظفين اليمنيين الحكوميين، مقابل وقف الهجمات على السفن الإسرائيلية، إلا أن الحوثيين رفضوا ذلك العرض بشكل قاطع وواصلوا هجماتهم، وقالت الصحيفة: “رأينا أن الأمريكيين جربوا أدوات الدبلوماسية الناعمة، وعرضوا تحويل الأموال لرواتب الموظفين في اليمن إذا أوقف الحوثيون الهجمات، لقد رفض الحوثيون بشكل قاطع ولم يؤدِ ذلك العرض إلا إلى زيادة الهجمات”.

وأوضحت الصحيفة أن “هجمات الحوثيين على السفن هي وضع مربح لهم من الجانبين. إنهم يظهرون قوتهم، ويحاولون تحسين قدراتهم، وعلى طول الطريق اكتسبوا قدراً كبيراً من التعاطف داخل اليمن وفي العالم العربي والإسلامي”.

وأكدت الصحيفة أن الفلسطينيين يستنكرون خذلان الدول العربية لهم، خصوصاً السعودية والإمارات ومصر، وأن مواقفها ليست كافية لنصرتهم، قائلةً: “يسلط الفلسطينيون ضوءاً سلبياً على المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والدول العربية الأخرى، التي في نظر المسلمين في العالم لا تفعل ما يكفي من أجل الفلسطينيين”.

وقالت الباحثة عنبال نسيم لوفتون، في تقريرها: “يمكن للولايات المتحدة فرض عقوبات عليهم من خلال تجميد المساعدات الإنسانية التي تذهب إلى اليمن. وهي خطوة ستجلب العديد من الضحايا، وهم بالضرورة مواطنون غير معنيين، والغرب متردد في القيام بها”، مضيفةً: “يمكن أن يتضرر تهريب الأسلحة من إيران، ويمكن قصف المواقع العسكرية ومخزونات الأسلحة في اليمن نقطة بعد نقطة، وهو ما سيصعب عليهم الأمر، لكنه لن يمنعهم من مواصلة عدوانهم”.

ونوّهت الباحثة الإسرائيلية بأن “أي خطوة على المدى القصير، لن تعيد الأمن إلى الممرات الملاحية”، مؤكدةً أن السنوات القليلة الماضية أثبتت أن هزيمة الحوثيين مهمة صعبة للغاية، مؤكدةً أنها تجد صعوبة في تصديق أن “الغارات الجوية أو القصف عن بُعد أو حتى تسلل وحدات النخبة إلى الأراضي اليمنية ستوقف الحوثيين، فالظروف هناك فظيعة وستكون لدى الحوثيين ميزة كبيرة”.

ويظهر خبراء إسرائيليون قلقاً من اليمن، مؤكدين أنه لا يوجد طريقة لمنع الهجمات على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل، في وقت بدأت أسعار السلع ترتفع أمام المستهلكين في الكيان المحتل.

في السياق، أكدت صحيفة “فورين بوليسي” أن تأثير العمليات اليمنية على الكيان الإسرائيلي يشبه تأثير العقوبات الاقتصادية التي تفرضها أمريكا ودول الغرب على الدول.

وقال كيفن بوك، المدير الإداري لشركة ClearView Energy Partners، وهي شركة استشارية في مجال الطاقة: “إن ما فعلوه يشبه من الناحية المعمارية العقوبات الثانوية الغربية، لقد حاولوا بشكل أساسي أن يجعلوا أي شخص له صلة بإسرائيل أو يتاجر معها عرضة للهجوم أو لخطر الهجوم”.

YNP /  إبراهيم القانص

You might also like