متابعات| تقرير*:

ضاعفت التغيّرات المناخية التي يعيشها اليمن، معاناة عشرات الآلاف من الأسر في مختلف أرجاء البلاد. ووفقاً لسكّان في مدينة صنعاء القديمة التي تُصنّفها منظمة «اليونيسكو» من أقدم المدن التاريخية العربية، فإن استمرار هطول الأمطار منذ شهرَين من دون انقطاع، أدّى إلى تضرّر عشرات المنازل الصينية التي يعود بناؤها إلى نحو ألف عام.

وكانت السيول قد أدّت إلى انهيار منزل في آذار الماضي في المدينة التاريخية، وذلك في أعقاب سقوط خمسة منازل تاريخية منتصف العام الفائت جرّاء الأمطار أيضاً. ووفقاً للمصادر، فإن ارتفاع معدّل انهيار المنازل خلال العامَين الماضيَين، عائد إلى أضرار الغارات الجوّية التي نفّذها الطيران السعودي خلال سنوات العدوان، وأدّت إلى تضرّر الآلاف من البيوت في مختلف أحياء المدينة. وبالإضافة إلى ذلك، أدى توقّف الترميم والصيانة الدورية للمنازل التاريخية في صنعاء القديمة بسبب الحرب والحصار، إلى مضاعفة المخاطر على السكّان.
وفي سياق توثيق الأضرار البشرية والمادّية الناجمة عن السيول، أعلنت الأمم المتحدة، في تقرير صادر عنها أواخر الأسبوع الماضي، وفاة وإصابة نحو 70 يمنياً جرّاء الأمطار الغزيرة التي ضربت اليمن خلال شهر نيسان الماضي. وأشارت منظّمة «الفاو»، من جهتها، إلى أن سيول الأمطار أودت بحياة 31 يمنياً وأصابت 37 آخرين في نيسان الفائت، وتسبّبت بتدمير البنية التحتية للريّ في عدد من الأودية الرئيسة، وأدّت إلى سقوط صخور في عدد من المناطق، متسبّبة بأضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين.
وفي مواجهة هذا التحدّي، ضاعف «المركز الوطني للأرصاد»، و«مصلحة الدفاع المدني في صنعاء»، تحذيراتهما اليومية للسكان، ومطالبتهما إيّاهم بأحذ الحيطة والحذر من مخاطر تدفّق السيول في الأودية والمرتفعات، نتيجة استمرار حالة عدم الاستقرار المناخية. وحتى الآن، لم تُعلن الجهات الرسمية حجم الأضرار الناتجة من اشتداد الأمطار وارتفاع منسوبها في الآونة الأخيرة، على رغم انهيار سدود وحواجز مائية، وحدوث انهيارات أرضية في عدد من المحافظات. وتشرَّد الآلاف من السكان من منازلهم بعد تضرّرها، فيما جرفت السيول المتدفّقة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.