متابعات| تقرير*:

أَفرجت حكومة «الإنقاذ الوطني» في صنعاء، أمس، عن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء فيصل رجب، بعد ثماني سنوات على وقوعة في الأَسر أثناء قتاله إلى جانب وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس اللواء ناصر منصور هادي، خلال مواجهات دارت أحداثها في محافظة لحج، في آذار عام 2015. ووسط استقبال كبير نظّمته السلطة المحلّية في محافظة أبين، في ميدان السبعين – أكبر ميادين العاصمة صنعاء -، سلّم رئيس حكومة «الإنقاذ»، عبد العزيز بن حبتور، رجب، للوفد القَبَلي القادم من المحافظة الجنوبية، مبيّناً أن قرار الإفراج عنه جاء بتوجيهات من زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، تكريماً لقبائل أبين وأبناء المحافظات الجنوبية كافةً.

وفيما زعمت حكومة عدن أن اسم رجب ورد ضمن كشوفات تبادل الأسرى (المتوقّع الاتفاق على تفاصيلها منتصف الشهر الجاري)، وأن قضيّته تشكّل أولويّة بالنسبة إليها، نفى رئيس «لجنة الأسرى في صنعاء»، عبد القادر المرتضى، صحة تلك المزاعم، متوجّهاً إلى قبائل أبين بالقول إن «اسم اللواء لم يكن ضمن صفقة التبادل المقبلة، وما نُشِر من أكاذيب كان هدفه إفشال مسعى الوفد الذي قدِم إلى صنعاء». ولفت، في مؤتمر صحافي عقده أمس، إلى أنه لم يتمّ التطرّق إلى قضيّة اللواء في كل محطّات التفاوض العشر، إلّا مرّة واحدة فقط ضمن صفقة تبادلٍ شاملة لكلّ الأسرى، مبيّناً أن «لجنة الأسرى» طالبت بإدرج اسم قائد المنطقة العسكرية الرابعة في صفقة التبادل الأخيرة التي تمّ تنفيذها الشهر الماضي، في مقابل الإفراج عن عدد من أسرى صنعاء. وقبيل تسليم اللواء إلى الوفد القَبلي، كرّمت صنعاء أسيرها المحرَّر بقطعتَي سلاح، كما تولّت حمايته حتى آخر نقطة تابعة لها في مناطق أبين. ووفق مصدر في السلطة المحلّية في هذه المحافظة، صدرت توجيهات عليا من صنعاء بفتح الطريق الرابط بين البيضاء وأبين، صباح الأحد، مشيراً إلى أن فتح طريق عقبة المحلل لمناسبة الإفراج عن اللواء رجب – وهو طريق استراتيجي سينهي معاناة الآلاف من اليمنيين الذين يتحمّلون مشقّات السفر من طرق بديلة -، أربك حكومة عدن و«المجلس الرئاسي».

قرار الإفراج عن رجب جاء بتوجيهات من زعيم حركة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي

من جهته، قال مصدر قبلي في أبين، لـ«الأخبار»، إن قبائل المحافظة أَعدّت المئات من المسلّحين القبليّين لاستقبال اللواء المحرَّر فيصل رجب، مشيراً إلى أنها اتّخذت الإجراءات الأمنية اللازمة لحمايته والوفد القبلي المرافق له، والذي تعرّض لتحريض من قِبَل أطراف موالية لـ«التحالف» اتّهمته بالتقارب مع «أنصار الله»، وأبدت مخاوفها من انعكاس عملية الإفراج هذه على ما تبقّى لها من حاضنة شعبية في أبين، معتبرة زيارة الوفد إلى صنعاء اختراقاً كبيراً قد ينعكس على وجودها في المحافظة التي يشكو أبناؤها من الإقصاء والتهميش المتعمّد من قِبَل «المجلس الرئاسي»، بعد إطاحة الرئيس السابق، عبد ربه منصور هادي، الذي ينحدر من أبين.
وجاء التحرّك القَبلي الأخير للإفراج عن القائد العسكري الجنوبي، بعد إتمام المقايضة بالإفراج عن نجل نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، ونجل وشقيق طارق صالح، عضو «الرئاسي» في الساحل الغربي، وهو ما أثار حفيظة قبائل أبين التي لجأت إلى العرف القَبلي وحظيت مساعيها بتضامن قبائل صنعاء وتكتّل القبائل اليمنية.

* الأخبار اللبنانية

فيصل رجب حرّاً | صنعاء - «الجنوب»: خرق أوّل في الجدار