محاولات واشنطن ولندن القفز فوق التغييرات الكثيرة والكبيرة التي تمكّنت صنعاء من فرْضها على الخريطة اليمنية، وإلغاء مفاعيل هذه التغييرات عبر مسار سياسي أو تفاوضي يفضي إلى حلّ مرحلي أو نهائي على الطريقة الأميركية – البريطانية، يعني أن فُرص تحقيق تقدّم من خلال مفاوضات تجديد الهدنة التي انتهت في الثاني من تشرين الأول الماضي، ضئيلة للغاية، ولا تكفي لإنعاشها محاولات الرياض تعبئة الفراغ بزيارات واقتراحات «بعيدة من الصدقيّة والجدّية» وفق ما تراها صنعاء. أمام هذا الواقع، تجد الأخيرة نفسها إزاء مروحة خيارات واسعة تبدأ من داخل اليمن، وتمتدّ نحو البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، مروراً بالعمقَين السعودي والإماراتي؛ ولكلّ منها توقيته وظروفه وأسبابه الموجبة، إلّا أنها جميعها تأتي في إطار «بعثرة الخطوط الحمراء» المتعلّقة بمصالح «التحالف» السعودي – الإماراتي ورُعاته الغربيين.