كل ما يجري من حولك

رسائل الحوثي النارية لدول التحالف عبر آلاف المقاتلين وتطور عسكري كبير

583

متابعات / تقرير

 

شهدت مختلف المناطق العسكرية في نطاق سيطرة الحوثيين خلال الفترة الماضية الاعداد والتدريب للمقاتلين الاكفاء و تخريج الآلاف بعد اكسابهم المهارات والمعارف العسكرية القتالية العالية التي تمكنهم من اداء مهامهم على أكمل وجه ، وشكلت الدفعات القتالية الجديدة التي تم الاحتفاء بها خلال الأربعة الأشهر الماضية عامل ذعر لدى التحالف.

هذه القوات الجديدة، تشكل عاملا مهما ضمن قدرات القوات المسلحة الميدانية التي أعلن عنها قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي في مناسبة مرور 7 أعوام من الحرب وقال: “بأننا قادمون بإنتاجنا الحربي وأسلحتنا البحرية التي تغرق الأعداء، والتوكل على الله بجحافل جيشنا المتفاني وصواريخنا الباليستية وطائراتنا المسيرة بعيدة المدى المنكلة بالأعداء وإنتاجنا الحربي المتميز وأنظمة الدفاع الجوي وأسلحة البحرية التي تغرق الأعداء وتوصلهم إلى قعر البحر، قادمون في العام الثامن بالتصنيع المدني لنؤسس نهضة حضارية تخدم وضع شعبنا الاقتصادي”.

تطور عسكري في ظل الحصار

بعد ثمانية أعوام من الحرب اليمنية تبدو مسألة ازدياد قوة أنصار الله (الحوثيين) بمثابة لغز محير، تجاوزت أسطوانة التبريرات الجاهزة أن ( إيران هي السبب) ، فكل عام من أعوام الحرب التي قادتها دول التحالف وهي تدخل إجراءات وقائية وإغلاق لكل المنافذ البرية والبحرية والجوية في حصار مطبق .

كثير من المهتمين بالشأن اليمني بحثوا في أسباب تنامي قوة الحوثي العسكرية وقدرات قواته القتالية ، وأساليبهم في الحصول على الأسلحة وكيف يطورونها ولم يقدم أحد تفاصيل موثوقة ، لأن الحوثيين فعلاً يعتمدون على أنفسهم من الداخل ومن الصعب أن يجد أحدهم دليلاً قاطعاً على أن هناك صلة خارجية بهذه القوة المتنامية ، ولم تعدو بعض التحليلات عن كونها مجرد تكهنات أو توقعات والبعض كان شجاعاً ليقول أن السعودية قللت من قوة الحوثيين .

كان الهدف الرئيس من الحملة العسكرية السعودية، التي خُطط لها الاستمرار لثلاثة أسابيع، إجبار الحوثيين على الانسحاب من العاصمة اليمنية صنعاء، التي سيطروا عليها في سبتمبر 2014. وبعد ذلك -أو حسبما كانت الخطة- يمكن عودة الحكومة اليمنية إلى شكل ما من أشكال السلطة، ولكن بدلاً من إضعاف الحوثيين عزّز التدخل السعودي في اليمن من وضع الحوثيين سياسياً وعسكرياً بل وشعبياً.

وكما هو الحال في الغالب مع التدخلات المسلحة، أسست عملية عاصفة الحزم حلقات من ردود الفعل الخطيرة التي لن تتعطل إلا عن طريق غير الحرب.

وأقرت الإمارات بالحاجة إلى نُهُج جديدة، وهي تعيد ضبط سياساتها في اليمن وفي المنطقة الأوسع. وسحبت الإمارات معظم قواتها المسلحة من اليمن في عام 2019، وقللت تورطها الصريح هناك، لكنها لا تزال متورطة تورطاً عميقاً في جنوب اليمن.

كيف طوّر الحوثيون أسلحتهم؟

تطوير الحوثيين عدداً من الطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف كان في إطار إستراتيجية مدروسة رداً على استمرار القصف الجوي السعودي للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، استخدم الحوثيون طائرات مسيرة مسلحة وصواريخ وقذائف منتجة جميعها محلياً في الأساس، لضرب أهداف داخل السعودية.

أثبت الحوثيون كذلك أنهم بارعون بالمثل في تنفيذ هجمات عابرة للحدود داخل الأراضي السعودية، وهي تحدث في الغالب باستخدام طائرات رقابة مسيرة تُطلق يدوياً، لإرشاد مقاتليهم لتجاوز العوائق والوصول إلى الأهداف.

كما نشر موقع امريكي أن إيران تضطلع بدور أساسي ومحوري في برامج الطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف التي يستخدمها الحوثيون، لكنّ الحوثيين أنفسهم كانت لهم اليد العليا في قيادة أغلب الجوانب الابتكارية، ويشير عدد من المحللين أنه منذ دخول الحوثيين إلى صنعاء والسيطرة على أغلب مناطق شمال غرب اليمن بين عامي 2014 و2015، التحق بهم عدد كبير من الضباط والمهندسين الأكثر كفاءةً في الجيش اليمني والقوات الجوية اليمنية تعلموا وتدربوا في الخارج، على صيانة أنظمة تسليح معقدة نسبياً عن طريق قطع غيار محدودة وميزانية منخفضة. بُثت روح الارتجال والإبداع الإجباري في الجهود التي قادها هؤلاء الضباط وضباط الصف المُكلفون بصيانة أنظمة التسليح اليمنية.

فيما شحذ التدخل الذي تقوده السعودية همم الحوثيين لتطوير أسلحة قادرة على شن هجمات ضد أهداف سعودية، حتى إن كانت بأسلوب رمزي وفي مثال صارخ لما يصفه إريك فون هيبل، الأستاذ لدى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بـ”دمقرطة الإبداع” فإن الحوثيين استفادوا من القدرة على الوصول اليسير إلى المساعدة الفنية عبر الإنترنت، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والبرمجيات الحاسوبية المتطورة التي يسهل اقتناؤها، إذ أن أنظمة التسليح الموجودة هذه -بجانب أساس معرفي راسخ- مع مخازن قطع الغيار والمكونات التي استطاعوا الحصول عليها بطريقة أو بأخرى، سمحت للحوثيين ببناء مجموعة من الأسلحة التي تُضخِّم التكتيكات غير المتكافئة التي يستخدمونها.

وفي الوقت ذاته، كان هؤلاء الضباط الذين يبنون الأسلحة ويستخدمونها يصقلون باستمرار تصميماتهم عن طريق استيعاب دورس هجماتهم الناجحة والفاشلة على السواء.

محللون أشاروا الى تجربة الحوثيين الميدانية القتالية في خوض الحروب مع جيش النظام السابق في اليمن التي تفوقوا فيها بدرجة كبيرة.

وليس من المرجح أن يتغير هذا في ظل قدرة الحوثيين على الاستفادة من أنهم يقاتلون داخل أرضهم. والطائرات المسيرة والصواريخ غير باهظة الثمن المتطورة بدرجة كبيرة، التي يستخدمها الحوثيون، تزيد من تعزيز المزايا التي يحظون بها بوصفهم منظمة عسكرية ضعيفة سريعة الحركة وقادرة على التكيف.

هذا التطور في ترسانة أنصار الله (الحوثيين ) العسكرية الذي أظهرته العروض العسكرية من شأنه ألا يؤثر فقط على تطور حرب اليمن، ولكن على مجمل التوازن العسكري والسياسي في المنطقة

خاتمة

أظهرت ثمان سنوات من الحرب، أن السعودية (مع الدعم الأمريكي)، والإمارات، ووكلاءهما غير قادرين على هزيمة الحوثيين عسكرياً. بدلاً من ذلك لم يفعل التدخل العسكري شيئاً إلا أن قاد الحوثيين إلى إجادة ما هم يجيدونه بالفعل، وهو القتال. يبدو أن إدارة بايدن تعي هذا وتمارس بحرص ضغطاً على السعودية، لتجرب أساليب ومنهجيات مختلفة من أجل تهدئة الحرب في اليمن. ويجب على الولايات المتحدة أن تساعد السعودية، كي تساعد الأخيرة نفسها.

You might also like