كل ما يجري من حولك

القصفُ لمُجَـرَّدِ الاشتباه

القصفُ لمُجَـرَّدِ الاشتباه

389

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي

هم يعلمون جيِّدًا أن كُـلّ هدفٍ يقصفونه في صنعاء أَو غيرها من المحافظات لا يساوي بالمعايير العسكرية والاستراتيجية ثمن الصاروخ الذي يُقصف به أَو حتى تكلفة الطلعة الجوية التي تنفذ عملية القصف، لكنهم ومع ذلك يقصفون!

يقصفون! وليست هذه هي المشكلة طبعاً!

المشكلة هي أنهم يقصفون كُـلّ شيء.. فقط لمُجَـرّد الاشتباه أَو الارتياب أَو الظن!

وهذا بحد ذاته وفقاً للقانون الدولي يعد (جريمة حرب) مكتملة الأركان والجوانب وذلك لما يصاحبه دائماً من أخطاء وسوء تقديرات تؤدي في المحصلة وفي كثير من الأحيان إلى احتمال قصف مواقع وأهداف مدنية ووقوع ضحايا مدنيين وأبرياء.

رأينا ذلك جليًّا على سبيل المثال لا الحصر في مجزرة عرس سنبان في أُكتوبر 2015 حين سارعت وسائل إعلام ما يسمى بالتحالف العربي للإعلان عقب ارتكاب الجريمة مباشرةً عن استهداف طائرات التحالف لتجمعٍ يضم قيادات (حوثية) رفيعة ليتبين لاحقاً أنه لم يكن سوى تجمعٍ لحفل عرسٍ نسائي لا أقل ولا أكثر!

كما رأينا ذلك أَيْـضاً في قصف القوات الأمريكية (لملجأ العامرية) في العراق خلال ما سمي بعملية (عاصفة الصحراء) أَو حرب (تحرير الكويت) في بداية 1991 حين أعلن الأمريكيون أنهم قد استهدفوا مخبأً لقياداتٍ عراقية تبين لاحقاً أنهم لم يكونوا سوى مدنيين يحتمون به من الغارات!

والأمثلة في هذا الشأن كثيرة وكثيرة طبعاً، لكن يبقى السؤال:

ما الذي يوصل مثل هؤلاء الناس وهؤلاء المجرمين إلى القصف بهكذا طريقة؟

لماذا يقصفون لمُجَـرّد الاشتباه أَو الارتياب أَو الظن مع أن لديهم من الأقمار الصناعية التجسسية ووسائل الرصد الأحدث والأكثر تطوراً ما يجعلهم يرصدون حتى النملة في قعر المحيط وبدقة عالية؟!

هل هو الإمعان والرغبة في الإجرام والقتل والتدمير؟!

أم هو الحقد بلغ منتهاه لدرجة أنهم لم يعودوا يفرقون بين ما هو هدفٌ عسكري وما هو موقعٌ مدني؟!

أم ماذا يا تُرى؟!

بصراحة لا أدري!

كل الذي أدريه -في الحقيقة- اليوم هو أن هؤلاء القوم وعلى مدى سبع سنواتٍ من العدوان والعجز والفشل قد وصلوا إلى حالةٍ من الهلع والإحباط والتخبط تجعلهم يحسبون كُـلّ قائمٍ على أركانه أَو منتصبٍ على أقدامه على هذه الأرض خطراً وتهديداً لهم الأمر الذي يقودهم في النهاية إلى القصف بهذه الطريقة العشوائية وهذه الهمجية، أَو هكذا يحسبون!

وهذه هي المشكلة.

 

You might also like