كل ما يجري من حولك

(الشَّهْدُ والدموع)

لماذا نراكم اليوم قد بدأتم تذرفون الدموع؟!

446

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي

أعطيتموهم (الوطن)!

هكذا بكل بساطة وعلى طبقٍ من ذهب!

فماذا أعطوكم في المقابل؟!

أعطوكم قليلًا من (الوهم) على قليلٍ من الدجل والكذب على كثيرٍ من التسلط والابتزاز والاحتقار وخلطوه لكم في شكل (كوكتيل) طازجٍ جمع بين هذه المكونات الأَسَاسية طبعاً وبعض المواد الإضافية التي أعطت له نكهة مقززة من (الوطنية) الزائفة وبعض الأفكار (الثورية) وَ(التحرّرية) المتعفنة والغير صالحة للاستخدام الآدمي!

كل ذلك خلطوه لكم في كأسٍ واحدٍ وقالوا: تفضلوا.. ولنشرب معاً نخب الانتصار!

فماذا فعلتم؟!

شربتم النخب ولم تتردّدوا!

وظللتم على هذا الحال طبعاً تشربون وتشربون وتستسيغون طعمَه ومذاقَه يوماً بعد يوم على ما فيه من نتانةٍ وعفونةٍ مقززةٍ وكريهةٍ ولأكثر من ست سنواتٍ ونصف محاولين إقناع أنفسكم وإقناعنا بأنه (الشهد)!

أليس كذلك؟!

فما الذي جرى لكم اليوم؟!

لماذا لم نعد كما كنا نسمعكم من قبل تتباهون وتتلذذون بهذا (الشهد)؟!

لماذا نراكم اليوم قد بدأتم تذرفون الدموع؟!

هل قطعوا عنكم ذلك (الشهد) أم اكتشفتم أخيرًا أن ما كنا نخبركم وننصحكم به كان صحيحاً؟!

لطالما أخبرناكم ونصحناكم أن البعوض لا يمكن أن يخلِّف وراءه (الشهد) وإنما يخلِّف اللسع والحمَّى والأحمرار والحكة والملاريا!

فهل اكتشفتم أن ذلك (الشهد) لم يكن في الحقيقة سوى نوعاً من (البصل) لتبدأ عيونكم بعده وبأثرٍ رجعيٍ عملية ذرف الدموع؟!

أم أن أعراض ملاريا (الحزم) قد بدأت تتفشى فيكم اليوم بعد أن استكمل بعوض (التحالف) دوره وغرضه فيكم لتبدأوا اليوم رحلةً من البكاء أَو التباكي على (وطنٍ) فرطتم به ذات يوم وقدمتموه لقمةً سائغةً على طبقٍ من ذهب لهؤلاء الصنف من البعوض الآدمي ليستفردوا به؟!

أم ما سر هذا التباكي وهذه الدموع التي اغرورقت بها مآقيكم وعيونكم اليوم يا تُرى؟!

بصراحة لا أدري.

كل الذي أعرفه هو أنكم اليوم -وعلى ما يبدو- تتهيأون لبدء مرحلةٍ قادمةٍ من (اللؤم) تحكي فصول حكايةٍ جديدةٍ من مسلسل (الشهد والدموع)!

You might also like