كل ما يجري من حولك

الكشفُ عن ترتيبات سعودية حول مدينة مأرب

لم يعد التحالفُ يراهِنُ على الجانب العسكري، وكل المؤشرات تؤكّـد مضيه في البحث عن مخرج دبلوماسي

1٬214

متابعات| تقرير:

على إيقاعِ التقدُّمِ المتسارع لقوات صنعاءَ في مأرب، تكثّـفُ السعوديةُ حراكَها على مختلفة الجبهات كاملة وضع خطة بديلة لسقوط المدينة التي تمثل منعطفاً في الحرب التي قادتها قبل 7 سنوات، ومؤشر مبكر على هزيمتها، لكن الأهم في خطواتها تلك التي تركز من خلالها لترتيب مرحلة ما بعد الهزيمة بخلط أوراق الفصائل الموالية لها.

حتى الآن، تؤكّـدُ النتائجُ التي حقّقتها قواتُ صنعاء في عمليات جنوب المدينة ما ذكره وزيرُ الدفاع في حكومة الإنقاذ بصنعاء اللواء ركن محمد العاطفي بأن دخول المدينة مسألة وقت، وأن صنعاء التي تبدو الكفة في صالحها ليست مستعجلة على حسم المِلف عسكريًّا في ظل المفاوضات لتسليم المدينة وبدءها عمليةَ تشكيل جيش مأرب من أبناء القبائل التي أعلنت الانضمام إليها طواعية، لكن وخلافا لصنعاء التي تناور بأريحية، تظهر التحَرّكات السعودية حجم الارتباك لدى التحالف الذي تقوده منذ 7 سنوات، فمن ناحية ترفض تسليح أتباعها ممن لا يزالون في المدينة، تاركة إياهم يواجهون مصيرهم، وهذا ما أكّـده بيان تحالف الأحزاب في مَأرب، والذي ابدأ استغراب من موقف السعودية تجاه المدينة، ومن ناحية تسحب قواتها من محافظة شبوة المجاورة ما يعكس قناعة بان التحالف أصبح متأكّـد من أن دخول “الحوثيين” إلى تلك المناطق النفطية أصبح قريب..

لم يعد التحالفُ يراهِنُ على الجانب العسكري، وكل المؤشرات تؤكّـد مضيه في البحث عن مخرج دبلوماسي، سواء بإيفاد المبعوث الأممي إلى طهران أَو بالمباحثات التي يجريها آل جابر في الولايات المتحدة التي كانت الرياض أغلقت الباب في وجه إدارَتها الجديدة مع مصارحة الأخيرة بشان الوضع في اليمن، وحتى مساعي السعودية تسليم دفة “الشرعية” لطارق صالح هي محاولة فقط لإيجاد توازن داخل القوى الموالية للرياض مستقبلاً في ظل مؤشرات تقارب الإصلاح وتركيا ومخاوف السعودية من تخلي “الإخوان” عنها بعد استنزافها لهم وتمريرها اتّفاقيات يحوزون فيها على الهامش، وهم الذين ينظرون لأنفسهم كقوة ضاربة..

بالنسبة للسعودية فإن الحرب على اليمن انتهت فعليا وقد قرّرت سحب قواتها من شبوة الخاضعة لها وتواصل تقليص وجودها في المهرة التي تشكل أهم أهدافها من الحرب، وكل هدفها الآن استبدال القوى الجديدة بالقوى التقليدية وهي تحاول الآن تفكيك ما تبقى من “الإخوان” لصالح أتباعها في الساحل الغربي، إضافة إلى الحصول على ضمانات أمريكية بعدم تركها وحيدة تواجه كابوس ما بعد الحرب وفق ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين تحدثوا عن طلب السعودية من واشنطن تعزيز دفاعاتها الجوية لمواجهة الضربة المرتقبة.

* YNP

You might also like