كل ما يجري من حولك

هذا وطن، وليس (البارشا أو الريال) !

هذا وطن، وليس (البارشا أو الريال) !

1٬200

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
من حقك أخي أن ترفض الحوثي أو المؤتمر أو الإصلاح أو أي طرفٍ سياسيٍ كان، لكن في إطار الثوابت الوطنية والاطُر القانونية والدستورية التي تسمح بذلك، إلا أنه ليس من حقي أو حقك أو حق أيٍّ كان أن ندعم أو نؤيد أي شكل من أشكال العدوان على الوطن مهما كانت المبررات أو الأسباب .
كُن ما شئت حوثياً أو مؤتمرياً أو اصلاحياً أو اشتراكياً أو ما شئت أن تكون، إلا أنه لا ينبغي أن يكون ولاءك الفئوي أو الحزبي أكبر من ولاءك وانتماءك الوطني لأن الوطن أكبر وأشمل .
مشكلتنا يا أخواني اليوم ليست في الوطن أو وحدة الوطن أو شكل الحكم فيه جمهورياً كان أو ملكياً، مشكلتنا الأساسية تكمن في طريقة التعاطي مع القضايا الوطنية حيث أن الكثيرين منا اليوم ينظر إلى الوطن وكأنه أحد أندية كرة القدم ومن حق الجماهير أن تختار إما تشجيعه ومؤازرته أو تشجيع ومؤازرة غيره، وهنا يكمن السر في ما نشاهده ونلمسه على أرض الواقع من تعدد وتنوع الأمزجة والهوى بحسب الميل الطارئ والمناخ السائد لدرجة أننا أصبحنا نرى الكثير من الناس اليوم لا يتحرجون في المجاهرة بشعورهم المؤيد للغزاة والمحتلين ويتلهفون شوقاً لرؤية الأجنبي وقد وطأت قدماه أرض صنعاء أو أي مدينة أخرى، بل أن البعض ومنذ وقت مبكر قد بدأ بتصفيف وتشذيب الورود والرياحين كي يلقيها على رؤوس الغازين والمحتلين فرحاً واستبشاراً بمقدمهم وكأنه بذلك يستقبل فريقه وناديه المفضل بعد عودته من إحراز البطولة أو الفوز باللقب !
ما هكذا يا قوم تُورد الأبل .. ما هكذا !
يجب علينا أن نتعاطى مع القضايا الوطنية بمسئولية تامة وأن نعي جيداً أن الولاء الوطني لا يمكن أن يقبل القسمة على أكثر من واحد وهو الوطن، فأما أن يكون ولاءك وانتماءك كله للوطن وإما فأنت مشكوكٌ في وطنيتك وصدق انتماءك ولا عزاء للوطن فيك إن هوت بك العمالة إلى قعرٍ سحيقٍ جداً في مزابل التاريخ ومكبات نفاياته بجوار بن العلقمي وأبي رغال وحيدر الإفشين وبابك الخرمي و…، فهذا وطن وليس البارشا أو الريال يا باشاوات .

You might also like