كل ما يجري من حولك

مراقبون يكشفون سبب دفع التحالف حزب الإصلاح إلى إشعال جبهة نهم

1٬350

كشف عن السبب الحقيقي وراء دفع التحالف حزب الإصلاح إلى إشعال جبهة نهم

 

تقرير/ عبدالله محيي الدين

لليوم الرابع على التوالي تتواصل المعارك في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء، وسط أنباء عن انهيارات واسعة في صفوف القوات التابعة لحكومة هادي والمدعومة من التحالف العربي، واستعادة قوات صنعاء السيطرة على عدد من المواقع في التي كانت تتمركز فيها مجاميع من القوات الموالية للتحالف، والتي تنتمي في المطلق إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح.

خسائر كبيرة في صفوف مقاتلي الإصلاح الذين حرص التحالف على حشرهم في هذه الجبهة شهدتها الأيام الثلاثة، حيث أكدت مصادر عسكرية سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وهو ما يشكل ضربة قاسية للإصلاح الذي ظل يراهن على هذه القوات في فرض سيطرته جنوبا، سيما في ظل الضغوطات التي تمارسها الإمارات لإقصائه من الجنوب بشكل كلي.

تشير المعطيات على الأرض، بحسب مراقبين، إلى أن تحريك جبهة نهم في هذا التوقيت يأتي ضمن استراتيجية كل من السعودية والإمارات لطي صفحة الإصلاح في الجنوب، وإعادته للقتال مع الحوثيين وجهاً لوجه، بحيث ينشغل في إدارة معاركه في هذه الجبهة التي ستلتهم جانبا كبيرا من قواته، فيما يتفرغ التحالف لترتيب الوضع في الجنوب على النحو الذي خطط له.

قوات الإصلاح، تلك القوة التي حرص الحزب على بنائها منذ وقت مبكر، كميليشيات جهادية تتحرك وفق فتاوى التكفير لاستهداف الخصوم، ثم ما لبث الإصلاح بعد ثورة فبراير 2011 أن دفع بها للانخراط ضمن قوام منتسبي الجهاز العسكري بشقيه “الدفاع والأمن” بعد أن ضم إليها الآلاف من منتسبيه في جميع الوحدات العسكرية، ليتمكن بعدها من تحويلها إلى قوات منظمة ومسلحة تسليحا جيدا، وزاد تدخل التحالف العربي في الحرب من قوتها، بعد إضافة الآلاف إلى صفوفها، تحت مسمى الجيش الوطني، مستفيدة بذلك من دعم التحالف وتسليحه لها، لتصبح قوة يعول عليها الحزب كثيرا في معاركه العسكرية ضد خصومه المحليين، كما جعلها وسيلة ضغط في وجه المحاولات الإماراتية لتقويض سيطرته على عدد من المناطق بينها محافظتي مأرب وتعز، وأجزاء كبيرة من محافظتي شبوة وحضرموت.

جهد الإصلاح كثيرا في بناء قواته وتسليحها بشكل جيد، خلال السنوات الماضية، وامتص الكثير من الضربات التي وجهها له التحالف، ولا سيما الإمارات التي تعد العدو اللدود للإصلاح، والتي تبذل الكثير في سبيل تبديد قواته  لأنها بطبيعة الحال تمثل ورقته الرابحة في السيطرة على الأرض، سيما في ظل تآكل شعبيته محليا، وتزايد الضغوط الخارجية عليه، وكانت أحداث أغسطس الماضي هي أقوى مؤشر على قدرات هذه القوات التي تمكنت من كسر قوات الانتقالي الموالية للإمارات، في كل من شبوة وأبين، وحتى الوصول إلى مشارف عدن، خلال يومين فقط من المواجهات، وهي الرسالة التي تنبهت لها الإمارات، لتشن غارتها على قوات الإصلاح، موقعة منها أكثر من 300 بين قتيل وجريح، لتتمكن بذلك من كبح جماح هذه القوات التي تراجعت إلى أجزاء من محافظتي أبين وشبوة.

مراقبون، أكدوا من جهتهم أن دفع التحالف بقوات الإصلاح لتأجيج القتال في جبهة نهم، يعد جزءا من مخططه لضرب هذه القوات، وهو الأمر الذي من شأنه إنهاك الإصلاح، وتجريده من الورقة التي يعول عليها في فرض نفسه، معتبرين استهداف معسكرات الإصلاح في مأرب ومنها معسكر ميل الذي تم استهدافه قبل أيام، والذي أوقع أكثر من 170 ما بين قتيل وجريح، يحمل دلالة قاطعة على هذا المخطط الرامي إلى إصابة الإصلاح في مقتل، حيث سارع عدد من إعلاميي وناشطي الإصلاح إلى توجيه أصابع التهام إلى الإمارات بتنفيذ هذا الهجوم، وهو دليل على أن الإصلاح قد بدأ يصحو على حقيقة إقحامه في جبهة نهم التي ينزف فيها وحيدا، فيما التحالف يكتفي بإسناده إعلاميا لكي يبدو أكثر حماسا وهو يراقب أشلاء قواته.

*البوابة الإخبارية اليمنية

You might also like