كل ما يجري من حولك

“الانتقالي” ينتقمُ لخسارة “المحفد” بتصعيد جديد في شبوة تحت غطاء جوي إماراتي و”الإصلاح” يفقِـد عدةَ نقاط ومواقعَ ويرد بتصفية قيادي جنوبي جريح (تفاصيل)

728

 

متابعات..|

شهد الصراعُ المتجدد بين فصائل الموالية للتحالف في محافظة شبوة، تطورات جديدة بدأت، أمس الاثنين، حيث شنت مليشياتُ “الانتقالي” التابعة للإمارات هجوماً واسعاً على مواقع تمركز قوات حكومة المرتزِقة، وسيطرت على عدد منها، ولكن هذه المرة بمشاركة من الطيران الحربي الإماراتي، الأمر الذي يؤكّـد عودة الصراع بين طرفي المرتزِقة إلى وتيرته السابقة قبل ما يسمى “اتّفاق الرياض” وبالتالي فشل هذا “الاتّفاق” الذي استخدمته السعوديّة كغطاء فقط لتوسيع سيطرتها على المحافظات المحتلة في إطار تنافسها مع الاحتلال الإماراتي.

وأفادت مصادر محلية بأن المليشيات الموالية للاحتلال الإماراتي شنت، أمس، هجماتٍ واسعةً على نقاط ومواقع لقوات حكومة المرتزِقة بجوار منطقة “بلحاف” التي تحوي منشأة الغاز المسال.

وأوضحت المصادر أن المليشيات تمكّنت من طرد قوات حكومة هادي من عدة نقاط في منطقة جول الريد، ووصلت إلى خط (عتق- بلحاف).

العنصر الأكثر إثارة في هذه الجولة المحدودة من الصراع كان مشاركة الطيران الحربي الإماراتي، حيث أبلغت مصادر محلية بأن المقاتلات الإماراتية ألقت قنابل ضوئية وصوتية على النقاط التي كان يتمركز فيها مرتزِقة “الإصلاح” قبل أن تتقدم إليها مليشيات الانتقالي.

هذا يعيدُنا إلى سيناريوها الجولات السابقة من الصراع (قبل ما يسمى “اتّفاق الرياض”) والتي كان الطيران السعوديّ والإماراتي يشارك فيها ضمن استراتيجية تبادل أدوار عكست النوايا التقسيمية لقوى العدوان التي تدير هذه الصراعات في إطار التنافس على النفوذ في المناطق المحتلة من قبل السعودية والإمارات، وهذه العودة تمثل دليلاً إضافياً على فشل “الاتّفاق” الذي كانت مؤشرات انهياره حاضرة منذ توقيعه، إذ كان واضحاً أنه مُجَــرّد غطاء استخدمته الرياض لتوسيع سيطرتها على المناطق الخاضعة للسعودية وتقليص الوجود الإماراتي المنافس.

ويأتي التقدمُ الجديد للمليشيات الموالية للإمارات في شبوة بعد أيّام من تقدم سريع مماثل لقوات حكومة هادي في مديرية المحفد بأبين، وكأنه رد عليه، الأمر الذي يشبه أَيْـضاً سيناريوهاتِ مواجهات ما قبل “اتّفاق الرياض”، حيث كانت التحَرّكات على الأرض في محافظتَي شبوة وأبين تدار بشكل يفضحُ استراتيجيات تقاسم النفوذ والمنافسة بين الرياض وأبو ظبي.

ومن شأن هذه التطورات أن تؤديَ إلى توسع أكبر لمساحة الصراع، وهو ما يؤكّـده استمرار استقدام التعزيزات إلى المحافظة من قبَل الطرفين، خَاصَّةً في ظل التنافس الشرس على الثروات النفطية والغازية هناك، كما تؤكّـده التوترات المماثلة في أبين وعدن.

من جانب آخر، وفي سياق الصراع نفسه، أفادت مصادر محلية في محافظة شبوة، بأن قيادياً “جريحاً” تابعاً لمليشيات “الانتقالي” تم إعدامه مساءَ أمس الأول، بعد أن اختطفه مسلحون تابعون لقوات حكومة هادي.

وأوضحت المصادر أن مسلحي “الإصلاح” قاموا باختطاف القيادي التابع لمليشيات الانتقالي، علي مفتاح الكازمي، من مستشفى عتق، حيث كان يتلقى العلاج هناك؛ بسَببِ إصابته في المواجهات الأخيرة بين الطرفين في المحفد.

وأضافت المصادر أن المسلحين قاموا بتصفية “الكازمي” بعد اختطافه، ثم أعادته جثةً هامدةً.

وضاعف ذلك من مستوى التوتر المتفجِّر بين أتباع “الانتقالي” وأتباع حكومة المرتزِقة في المحافظة، منذراً بـ”انتقام” قادم أَو مواجهات قادمة ستضاعفُ بدورها وتيرةَ الصراع ليتوسع إلى حدود أكبر.

You might also like