كل ما يجري من حولك

سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر.. الثورة – الجمهورية – الاستقلال.. من يصونها؟ ومن ينقلب عليها؟

285

 

عبدُالقوي السباعي

ونحنُ نحتفي بالذكرى 52 على جلاءِ ورحيلِ آخر مستعمر بريطاني عن الأرض اليمنية، يستوقفنا زخمٌ هائلٌ من الذكريات التي تطوف أروقةَ المكان وتسبحُ في ذاكرةِ الزمان، مستحضرةً معها كُـلَّ معاني الصمود والتحدّي، النضال والكفاح، وكلَّ عناوين التضحية والفداء، نستلهم منها الدروسَ والعِبَرَ، ونستحضرها شموخاً وعزةً وكرامةً.

فمع كُـلِّ مناسبةٍ دينيةٍ كانت أَو وطنية، تعمد قوى تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ وعبر أبواقها الناعقة المختلفة إلى تغييب الرأي العام اليمني وحرف مساراته وتشويه الوعي والإدراك المجتمعي فيه، من خلال جملةٍ من المفاهيم المغلوطة المرتكزة على طمس الحقائق وتزييف الوقائع والتلاعب بالمصطلحات، متجسدةً بذلك النظرية الإعلامية الصهيونية القائلة: (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناسُ).

فكيف لأنظمة راديكاليةٍ ملكيةٍ رجعية أن تدعمَ وأن تقاتلَ باسم الثورة والجمهورية والديمقراطية، وهي لا تملك أدنى مؤشرات لتلك المفاهيم في مجتمعاتها؟!..

كيف لأنظمة تقيّحت غِلاًّ وحقداً على اليمن (الأرض والإنسان) وعبر مراحلَ تاريخيةٍ مختلفة أن تعملَ على أمنه واستقراره، على رفعته وكرامته؟!..

ففي خضمّ سيل المتناقضات التي تتكشّف يوماً تلوَ آخر، ستدرك الأجيالُ اليمنيةُ المتعاقبةُ حقيقةَ من يصون الثورة والجمهورية ومن ينقلب عليها، من يرفع رايةَ وشعارَ الثورة والجمهورية ومن يحرقها ويستبدل رايةَ السعوديّة أَو الإمارات، من يصدر قراراته من القصر الجمهوري ومن يتلقاها من قصر اليمامة في الرياض أَو قصر الوطن في أبو ظبي، من يحافظ على وحدة الأرض والإنسان ومن يسعى إلى التشطير والأقلمة، من يقاوم المحتلَّ ويصدُّ الغزاةَ ويحافظ على السيادة والكرامة، ومن يستجلب الغزاةَ والمحتلّين ويتنازل عن أرضه ويتاجر بكرامته.

ولعلَّ مناسبة عيد الجلاء اليوم ستكون الذكرى التي تدقُّ عالمَ النسيان الذي اجتاح الكثيرَ من بني جلدتنا، لتكون لهم منطلقاً نحوَ التحرّر والانعتاق من التبعية وهيمنة القوى الاستعمارية القديمة الجديدة.

You might also like