كل ما يجري من حولك

تجلياتُ الرسالة ودروبُ القوة والإعزاز

518

 

سعاد الشامي

تمتاز رسالةُ الإسلام بسمو غاياتها الإنسانية وعلو مراميها الروحانية، وتشتمل على مبادئَ جوهريةٍ تُهذّب النفوسَ وتُجمّل الأخلاقَ وتهدي العقولَ الضآلة، وترفع الحجبَ التي تتراكم على البصائر، فينبلج نورُ الحق ساطعاً ويتوارى غلسُ الضلال مدبراً، وينساق البشرُ مساق القوّة والإعزاز التي يمنحها اللهُ لمن حمل هذه الرسالةَ وتقلّد أمورَها واستشعر قداستَها وتيقّن حكمةَ الله في تدابير شؤون هذه الحياة.

الإسلامُ أعظمُ رسالةٍ عالميةٍ وأقوى دين للبشرية، والرسولُ محمد -صلواتُ الله عليه وآله- كان الشخصيةَ التي كان فيها من الصفات والمزايا ما جعلها النموذجَ الإنسانيَّ الكاملَ والراقيَ والأُسوةَ الحسنةَ لكلِّ الناسِ، والرسالةُ والرسولُ هما ركنا قوة الله في الأرض، ولا يمكن إطلاقاً أن يكون الإنسانُ قويًّا ومستنيراً إلّا إذَا تمسّك بهما واستنار بنورهما.

ما كان محمدٌ -صلواتُ الله عليه وآله- ضعيفاً ولا جباناً ولا ذليلاً ولا منكسراً، بل عاش قويًّا شامخاً مجاهداً، فلم تزعزعه المؤامراتُ والتحدياتُ ولم تزلزله الحوادثُ والنكباتُ ولم تُثنه المحاولاتُ والإغراءاتُ، وهو القائلُ منذُ الوهلة الأولى في مشوار التحدي بينه وبين كفار قريش: (واللهِ يا عم، لو وضعوا الشمسَ في يميني والقمرَ في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره اللهُ أَو أهلك دونه).

إنَّ عدالةَ القضية الإنسانية التي حملها النبيُّ محمد -صلواتُ الله عليه وآله- ومشروعية النهج الرسالي في إرساء دعائم الحقِّ والقسط الإلهي، جعلت من القوّة المنبثقة من رحم التضحيات أهمَّ قاعدة ينبغي الاعتمادُ عليها في مواجهة قوى الظلم والجبروت في كُـلِّ زمانٍ ومكانٍ.

الآن وجّهوا عقولَكم صوبَ التفكير، واسألوها لماذا أصبحت العزّةُ وَالقوةُ اليومَ أبرزَ عناوين الشعب اليمني؟!، ثم أعطوا لأنظاركم حقَّ التطلّع إلى تلك السيول البشرية التي غمرت الساحات في ذكرى مولد سيّد البشرية، وأسالوها لماذا لم تُرهب الصواريخُ هؤلاء اليمانيين وتجتث جذورَهم الإيمانيةَ وتنكس راياتِهم الخضراء وتنزع من قلوبهم حبَّ محمدٍ؟!.

وتأملوا طويلاً في منطق القوّة وسلاسة الحقِّ ورسائل التهديد الموجهة إلى صهاينة الروح “السعوديين”، وصهاينة الدم “إسرائيل”، والتي برزت في خطاب علم الهدى وقائد الثورة الذي شرّف اللهُ قدرَه وعظّم جاهَه وأنار في قلبه مصابيحَ الحكمة وفسح أمامه مسالكَ العزّة والكرامة، واسألوا ذواتكم ما سر تلك اللهجة الحادة والثقة الشديدة بسوء العاقبة لمن أراد أذيّةَ الشعب اليمني؟!.

ودعوني أخبركم بأنَّها النفوسُ اليمانيةُ التي أُشربت عزّة الله واستنارت بنور الهداية، وما معالم العزة وطقوس القوة البارزة في الساحة اليمنية إلّا وليدة القوة العظمى والمعجزة الكبرى التي جاء بها محمدٌ -صلواتُ الله عليه وآله-؛ لينتشلَ البشرَ من مستنقعات الذلِّ والهوان والجمود، ويرفعهم بجهادهم وصبرهم مكاناً عليًّا.

You might also like