كل ما يجري من حولك

حشدٌ مليونيٌّ يليق بعظمةِ رسول الله

525

 

إقبال جمال صوفان

تسابقت جميعُ وسائل النقل في العاصمةِ صنعاء واحدةً تلوَ الأُخرى، من سيصلُ الأول لنصرة دين الله ولنصرة نبيّ الله وآله الأطهار، من سيشاركُ في النصر العظيم.

الراياتُ رفرفت عالياً، المعنوياتُ عالية كعلوِّ السحاب، الوجوهُ بشوشة فرحة بمولد سيّد البشرية جمعاء، من أخرجنا من الظلمات إلى النور، من بذل روحّه وأُسرتَه في سبيل الله؛ لنصرة الحقِّ وإزهاق الباطل، فها هي الحشود تدفّقت في الثاني عشر من ربيعٍ الأول لعام (1441ھ) كسيول الأمطار؛ حُبًّا وعشقاً للنور المُبين، الجميعُ تحَرّكوا وأرواحُهم مملؤةٌ بالحُبّ والمودّة والشوق للرحمة المُهداة لهذا العالم.

لبيك يا رفيقَ دروبنا، قلناها بعيون شغوفة لرؤيتك، وبأرواحٍ متلهفة للقائك، وبأجسادٍ منتظرة لعناقك، لبيك يا مَنْ بك أحببنا أنفُسنا، لبيك يا ابنَ عبدالله، والآهاتُ تعلو والجراحُ تنزف، وصدقَ اللهُ القائل: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

إنك رحمةٌ لنا يا حبيب قلوبنا وضياء أرواحنا، يا من بك نجتاز الصعوبات ونتخطى العقبات فقط ببركاتك وتوجيهاتك يا خاتمَ الأنبياء والمرسلين، فهل شعرت بالحشود التي خرجت من أجلك؟! صلّى عليك اللهُ يا علم الهدى والتقى، لقد أحيينا المكانَ بصلواتنا عليك، وكلُّنا ظمأى لسُقيا حديثك..

امتلأت ساحاتُ السبعين بالحضور الرسميّ والشعبي، حضروا كباراً وصغاراً نساءً ورجالاً، جرحى بأنصاف أجسادهم، مرضى بقساوة آلامهم، عاجزين بقوة إصرارهم، أطفالاً برغم صغر سنهم، لم تبقَ لي كلماتٌ لأصف ذلك المشهدَ المهولَ الذي أبهر العالمَ أجمع، لم يتسع المكانُ لضيوف رسول الله، فاض المكانُ بالضيوف الكرام وفاض أَيْـضاً بالإصرار على التمسَك بهذا النبيِّ الأكرم.

أشرق نورُ البدر علينا بخطابهِ البهيّ كبهاء وجههِ الحسن، مُبتدأً بقولهِ: بارك الله فيكم، بارك الله فيكم يا أهلَ الوفاء، نفسي لكم الفداء.

حينها تدفّقت فينا كُـلُّ مشاعر الولاء والانتماء لهذا القائد العظيم كعظمة تلك الحشود التي لبّت نداءه لنصرة نبينا الأكرم -صلواتُ الله عليه وآله، وأدركنا أنّا لم ولن نهزمَ ما دُمنا متولين لرسول الله وآل بيته الكرام.

وبتلك الحشود العظيمة نُعبّر عن شكرنا لله الواحد القهار، مَنْ بيدهِ مقاليد السموات والأرض، لك الحمدُ يا الله ملئ السموات ومدد البحار يا من نصرتنا وسخّرت لنا الأسبابَ، يا من لا يضيع من قصدك ولا يُخذل من والاك، إليك المُشتكى ومنك النصرُ يا ربَّ العالمين.

يتدرّجُ الشعبُ اليمنيُّ في صناعةِ النصر، ويُحرز تقدّماً ملحوظاً في ساحاتِ القتال، ويقوم بقلب موازين عاصفة الهزيمة لبني سعود ومَنْ والاهم، والذين حدّدوا لعاصفتهم تلك أشهراً قليلة وبضعةَ أيام، وها هم اليومَ في العام الخامس ولم نرَ إلّا أطيافَ جنودِهم في الحدود؛ لأنهم ما إن يروا المقاتلَ اليمنيَّ أمامَهم يُسارعون إلى الهرب دونما انتظارٍ لبقيّةِ من كانوا معهم!!..

نملكُ ثقةً بالله مُتجذّرةً في أجسادنا، وهذا ما جعلنا نقاوم، نصمد، نتحدّى، نتحمّل وَنمضي قدماً رغم تلك العيون المُلبدة بالأحزان، ورغم تلك الأرواح المُتشظية بالآلام، كنَّا وما زلنا وسنظلُّ أولئك الذين نُرسل أحبتنا إلى أحضان السماء؛ كي نكون صادقين صابرين قانتين مُنفقين للأرواح قبلَ الأموال، ونسألُ اللهَ أن يُثبّتنا على طريق الجهاد وكُلنا ثقة أننا سننتصرُ بالله، ولن تخيبَ أمَّةٌ فيها مُجاهدون يرمون صواريخهم حمماً على العدوّ، فيصرخون قائلين: لبيك يا رسولَ الله.

You might also like