كل ما يجري من حولك

إعاقةُ العقل

565

 

طارق أحمد السميري*

تتنوعُ أنواعُ الإعاقة لدى الإنسان منها الإعاقةُ الجسدية وهذه الإعاقة لا تقلل من قدر الإنسان بالعكس والأُخرى إعاقة عقلية وهي التي تحدّد مكانة الإنسان وقدره بين المجتمع، وهنا سأتطرق للحديث عن الإعاقة العقلية؛ كونها أسوأ وأخطر من الإعاقة الجسدية.

قد تطرأ على الإنسان حالاتٌ من اللاوعي والإدراك في وقت ما ولسبب ما، منها التعنيفُ الأسري سواء للزوجة أَو الأطفال أَو التعنيف الجسدي للشخص نفسه وهذه حالة من حالات إعاقة العقل التي قد تقود الإنسان الى الإضرار بنفسه أَو بالغير، أضف إلى ذلك بعضاً من صور إعاقة العقل أن يكون الإنسان ذا طابع شهواني لا يرى المرأة إلّا من زاوية الشهوة والمتعة الجسدية متجاهلاً كيانها الإنساني المرتبط به في جميع المشاعر والأحاسيس وقد تكون هذه الإعاقة من أسوأ أنواع الإعاقات العقلية التي تحط من قدر الإنسان وتضعُه بخانة الحيوان المجرد من العقل والإحساس.

المرأةُ لم تخلق للمتعة وإنما خلقت ككيان بشري إنساني لا يقل عن كيان الرجل شيئاً وتحمل من المشاعر والأحاسيس ما يحمله الرجل. تعرضت المرأة منذ الأزل لمفارقات اضطهادية جعلت منها رمزاً للمتعة لدى البعض والبعض الآخر جعل منها رمزاً للكائن الذي لا يستحق العيش، بل وصل ببعضهم أن يشعر بالانتشاءِ والعظمة لدفنه هذا الكائن حيا تحت التراب كما تحدث عن ذلك القرآن الكريم في قولة تعالى (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ) فكان ذنبها الوحيد الذي استحقت عليه الموت أنها ولدت أنثى!!!

مفارقة عجيبة إذَا وقفنا أمامها وحاولنا تحليلها سنجد أن أُولئك الرجال لم يفكروا لثانية واحدة من أين أتوا وكيف أتوا إلى هذه الدنيا؟؟؟ ألم تكن هذه المرأة سبباً في مجيئهم وهي من حملتهم في بطنها لماذا كان الرجال يخجلون وتسودُّ وجوههم إذَا بُشِّروا بأنثى!!! كذلك ما تعانيه المرأة في بيتها من قبل زوجها من قمع واضطهاد يعكس هذه العقلية المعاقة التي تسعى لفرض نفوذها وسلطويتها على المرأة والتي من المفترض أنها تكون العكس فالمرأة كائن لطيف ويجب معاملتها برفق وليونة ولنا في رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله أسوةٌ حسنة في ذلك.

جاء الإسلام والقرآن الكريم ليضعَ المرأة في مكانها الصحيح ويرفعَ من شأنها فجعل منها الصدِّيقة كمريم عليها السلام وأطلق عليها عدةَ ألفاظ تُعلي قدرَها مثل المجاهدة والصابرة والقانتة والعابدة والمؤمنة ونزع عنها كُـلَّ ثوب رديء كان يخفي عظمتَها وقيمتَها الإنسانية.

* وزير السياحة بحكومة شباب اليمن المستقل

You might also like