كل ما يجري من حولك

الأسر المنتجة أثبتت جدارَتها وأبهرت العالمَ بعطائها

450

 

محمد عبدالمؤمن الشامي

يُقاس الاكتفاءُ الذاتي لدولة ما من خلال نسبة الإنتاج الوطني من جميع الأغذية مقارنةً بإجمالي الاستهلاك الداخلي، وبالنظر إلى بلادنا اليومَ ونحن في العام الخامس من العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، وفي ظل استمرار الحصار المفروض برًا وبحرًا وجوًا منذُ 26 مارس 2015م من قبلِ دول العدوان، نجد معظمَ السلعِ والمنتجات مصنعة في دول العدوان “دول الحصار السعودية والإمارات وأمريكا”.. ومن هنا كان لا بُدَّ لنا أولاً أن نشيرَ إلى ما طرحه السيدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي في المحاضرة الرمضانية الثانية عشرة في رمضان 1440هـ الموافق 17‏/ 5‏ /2019م التي قال فيها -عندما نأتي لربط الاستهلاك بالمنتجات المحلية، ونعمل على العناية بالمنتجات المحلية- هذا يحتاجُ إلى وعي من المستهلك، من المشترين أنفسِهم كيف يركز على شراء المنتج المحلي، ويفهم أنَّ هذه مسألةٌ مهمة بكلِّ الاعتبارات، حتى في الأخير تصل إلى مستوى الحرية والاستقلال والكرامة والقوة والعزة والشرف، تصل إلى هذه الأمور؛ لأَنَّ السلاحَ الاقتصادي بيدِ الآخرين يوظفونه؛ لخنقِ الشعوب وإذلالها واستعبادها، وهذه مشكلةٌ خطيرة جِـدًّا على الشعوب، فما إن يتجه شعبٌ ليتحرّر حتى يمارسوا عليه الضغوطَ الاقتصادية والحظرَ والإجراءات العقابية، وهكذا حتى يعاني معاناةً كبيرة، ويحاولون أن يُضعفوا وأن يكسروا إرادتَه؛ ليسيطروا عليه.
كيف نتحرّر؟ لا بُدَّ أن نلحظَ القوةَ في الجانب الاقتصادي، فالجانبُ الاقتصادي عندما نتجه فيه وضمن اهتمام ووعي عام، المشترون، المستهلكون عندهم في وعيهم في اهتمامهم تركيزٌ على المنتج المحلي قبلَ المنتج الخارجي، الدولةُ والحكومة والمؤسّسات المعنية عندها اهتمامٌ بضبط مسألة الاستيراد من الخارج؛ حتى لا يضرب المنتج المحلي، ويكون متوازناً بما لا يضرُّ بالإنتاج المحلي، وكذلك المُنتِجْ في البلد، المزارعِ بنفسه، والشركات التي تستقبل من المزارع وتبيع، كيف يحرصون ويهتمون بالجودة، بالإنتاج السليم، بما يساعد على تقديم المنتج المحلي كمنتجٍ منافسٍ للمنتج الخارجي والواردِ من العالم الخارجي، بجودة عالية، وهذا ممكن.

من هنا كان لا بُدَّ لنا من وقفةٍ صادقةٍ جادّةٍ نستطيع من خلالها وضعَ النقاط على الحروف، والقول بأن اليومَ الأسرَ المنتجة تلعبُ دوراً بالغَ الأهميّة وَلها دورٌ هامٌّ في التخفيف من الآثار للاقتصاد التي تمر بها البلادُ جراءَ العدوان واستمرار الحصار المفروض برًا وبحرًا وجوًا، وأنَّ العملَ على تشجيع الإنتاج المحلي ودعم المنتجات المحلية وَتشجيع الأسر المنتجة أصبح ضرورةً حتمية على الحكومة والمجتمع ككل؛ وذلك من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من تلك المنتجات في الأسواق المحلية، فنحن اليومَ بحاجةٍ إلى تلك المنتجات الوطنية كبديلٍ قويٍ للمنتجات الأجنبية، منتجاتِ دول الحصار والعدوان ومنتجات الدول المعترِفة بالعدوان والداعِمة للعدوان والمنتجاتِ الأمريكية والصهيونية.

لذلك فالأسرُ المنتجة اليوم أثبتت جدارتها وأبهرت العالم بعطائها، وسعيها الدؤوب للنهوض بأسرتها، فالأسرُ المنتجة اليومَ تعد بيئةً خصبة أبدعت فيها المرأة اليمنية ونموذجاً يحتذى به ودليلاً حياً على جدارتها بريادة وبمختلف مجالات الإنتاج، وَتحويل الأسر المنتجة من أسر مستهلكة إلى أسر منتجة، فاليومَ نحن أمام تحَدٍّ كبيرٍ في مواجهة دول العدوان ومقارعتها رغم كُـلّ الظروف الصعبة في كُـلّ المجالات، نحن اليومَ أمام تحدٍّ مصيري، فإما أن نكون أحراراً أعزاء كرماء في بلادنا نصون وطنَ الكرامة والمجد، أَو لا نكون، وقدرنا أن نكون؛ لأَنَّنا أصحاب حَــقٍّ وأصحاب إرادة، ومن يمتلك العزيمة والإرادة والإيْمَـــان والشرف ويتمسك بالحق لا تهزمه لا صواريخُ ولا طائراتُ العدوان.

You might also like