كل ما يجري من حولك

نصر من الله.. هل تكفي لإفاقة نظام الرياض أم سينتظر الفتح القريب؟

703

 

منير إسماعيل الشامي

عملية عسكرية برية في محور نجران استمرت لعدة أشهر، نتج عنها تطهيرُ مئات الكيلومترات في محور نجران، وسقط فيها ثلاثةُ ألوية تابعة لتحالف العدوان مع مؤخراتهم التابعة للجيش السعودي بكامل عتادها وأسلحتها وآلياتها ما بين قتلى وجرحى وأسرى، وتجاوزت أعدادُهم الآلاف من المرتزِقة ومن السعوديين ومن جنسيات مختلفة أُخرى.

إعلانُ هذه العملية العسكرية الكبرى في هذا التوقيت وبعد تسريبات نظام الرياض عبرَ بعض الصحف الأمريكية عن قبوله لمبادرة الرئيس المشّاط، وإعلان وقفه للغارات على أربع محافظات، مثل الإعلانُ الردَّ على مراوغته هذه، وكذلك أتى كنصيحة أَيْـضاً لنظام الرياض؛ للقبول بمبادرة الرئيس المشّاط والإعلان الفوري عن وقف كاملٍ لكافَّة العمليات العسكرية على الأراضي اليمنية، فالتأخيرُ في ذلك لم يعدْ في مصلحته إطلاقاً، والتأكيد بأنّ استمراره في المراوغة والخداع بات مكشوفاً، ولن يجنيَ من ذلك إلا المزيدَ من الفضيحة والخسران.

وبتحليلِ هذه العملية العسكرية الكبرى فإنه من الصعب جِـدًّا أن نستوعبَ نتائجها، فما نتج عنها من نتائجَ لا يقبلها العقلُ فعلاً، فكيف تمكّنت وحداتٌ محدودةٌ من جيشنا ولجاننا الشعبيّة أن يحقّقوا هذا الانتصارَ على ثلاثة ألوية، تمتلك كُـلَّ أنواع الأسلحة ومختلف الآليات العسكرية الحديثة، ويساندهم الطيرانُ الحربي، ويتوفر لهم الدعمُ الكاملُ بكلِّ أنواعه؟

إذن هي معجزة بكلِّ المقاييس وبكل الحسابات العسكرية، وقوانينها، ودليلٌ على التفوّق العسكري لجيشنا الباسل قيادةً وتخطيطاً وتنفيذاً ودقةً وتكتيكاً.

هذه العمليةُ العسكرية الكبرى أَيْـضاً تدُلُّ على احترافٍ نوعي وكفاءة نوعية غير مسبوقة، وهي -في نفس الوقت- دليلٌ على تطورٍ كبير في قدرات جيشنا، وتنامٍ غير مسبوق في خبراته الحربية، والعسكرية، وتفوقٍ نوعي أَيْـضاً في التحكم بالمواجهات وإدارتها وتوجيهها لصالحه، إذ أن مثل هذه العملية لم تحدثْ سابقاً في تاريخ الحروب العالمية.

نتائجُ هذه العملية العسكرية الكبرى على النظام السعودي نتائجُ كارثية، وتعتبر في حدِّ ذاتها هزيمةً شنعاءَ لتحالف العدوان وفضيحةً عسكريةً مدويةً.

من جهة أُخرى، فإن هذه العمليةَ تشير إلى قدرة جيشنا الوطني على تنفيذ عشرات العمليات مثلها، وكذلك ما هو أكبر منها أَيْـضاً، وتشير كذلك إلى أنَّ قواتِنا المسلحة اليومَ قادرةٌ على التغلغل في الأراضي السعودية وإسقاط المدن السعودية والسيطرة عليها، وإلحاق الهزائم بالعدوّ تلو الهزائم، وهذا ما يجب أن يدركه النظامُ السعودي والنظام الإماراتي ويعوه ويقرّروا مصلحتهم قبلَ فوات الأوان.

هذه العمليةُ العسكرية الكبرى مع عملية الرابع عشر من سبتمبر، هما رسالتان قويتان لتحالف العدوان السعو أمريكي، وتؤكّـدان على أن قواتِنا المسلحة باتت قادرةً على تدمير الاقتصاد السعودي واحتلال أراضيه، ولا يمكن له أن يمنع حدوثَ ذلك مهما كانت وسائله وإمْكَانياته، ولم يعد أمامه إلا خيارين: الأولُ هو إعلان هزيمته ووقف العدوان فوراً وأن يقرّ بتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الحرب القذرة وعن كُـلّ ما ترتب عليها، والثاني أنْ يستمر في التجاهل وعندئذٍ فما عليه إلا انتظارُ لحظةِ سقوطه، وبالتأكيد فلن يطول انتظارَه.

You might also like