كل ما يجري من حولك

انعكاسات الخيبة السعودية في العالم الافتراضي: غباء وضعف معنوي

انعكاسات الخيبة السعودية في العالم الافتراضي: غباء وضعف معنوي

383

متابعات:

لم يعد بإمكان السّعار السّعودي أن يشتدّ أكثر، فقد بلغ أوجّه منذ الأيام الأولى للعدوان على اليمن، وأنهى مكوّنات لائحة بنك أهدافه التي لم تكن سوى تجمّعات سكانيّة مدنية ومدارس ومستشفيات… استهدف عند كل نوبة من هستيريا القصف المدنيين والأطفال انتقامًا على هزائمه التي تجرّعها كلّما اقترب من الميدان وواجه البأس اليمنيّ، أي الحقّ.

بعيدًا عن أرض المعركة، كانت انعكاسات الخيبة السعودية تظهر بوضوح شديد على مواقع التواصل الإجتماعي، إذ اجتهد الذباب الإلكتروني الذي يحوم حول قمامة آل سعود بمحاولة قلب الحقائق وتحويل هزائم السلالة العفنة إلى انتصارات.. كذلك، حاولوا تحميل المقاومة اليمنية بقيادة السيّد الأبيّ الحوثيّ مسؤولية المجازر التي يرتكبها العدوان، وافتعلوا بطولات وهمية نسبوها لأفراد الجيش السعودي، الذين هم في الواقع جمع من المرتزقة من جنسيات متعددة. في السياق نفسه، دأب هذا الذباب على تصوير المعركة وكأنها معركة تخوضها بلاده دفاعًا عن اليمن، وأراد طمس حقيقة أن بلاده تخوض الحرب ضدّ اليمن نيابةً عن الولايات المتحدة الأميركية.. 

في الواقع، لا يمكن الجزم بأن هؤلاء الإفتراضيين من “جمهور” بني سعود مقتنعون بما يقولون ويكتبون، فذلك يعني حكمًا أنّهم جمعٌ من البلهاء الذين يصدّقون أكاذيب ملكهم الآيل إلى السقوط ووليّ عهده وحاشيته.. أمّا في حال كانوا يدرون أنّهم يكذبون خدمة لحكّامهم، فهذا بلاء أعظم وأشد وضوحًا في الإشارة إلى كونهم ارتضوا عدم استخدام عقولهم وأخرجوا أنفسهم من دائرة التصنيف الإنساني، الذي يميّز الكائن البشريّ عن سواه من الكائنات الحيّة بالعقل واستخدامه.

يمكن اعتبار العملية المظفّرة التي قام بها الحوثيون في منطقة البقيق في السعودية عبر الطائرات المسيّرة، ونجاح هذه العملية في شلّ قطاع النّفط الذي تتغاوى به مملكة الرمال، مثالا على نوعية التفاعل الإفتراضي الذي يبدي فيه المغرّدون في فلك بني سعود قمة الغباء والضعف المعنوي.

حاول البعض منهم المكابرة فنشروا صورًا تظهر منطقة البقيق كمنطقة تسير فيها الحياة بشكل طبيعي: نشر أحدهم صورة طفله ذاهبًا إلى مدرسته هناك، علمًا أن العملية تمّت في يوم السّبت أي في يوم عطلة مدرسية!  فيما نشر آخر صورة تظهر شارعًا هادئًا، فنبهّه أخر أنّ الشارع المعروض في الصورة يقع في مدينة أخرى.

أمّا الذين أقرّوا بفداحة خسائرهم، فقد منعهم غرورهم الفارغ من الإعتراف أن بإمكان قلّة تنتسب للحقّ اسمها “المقاومة الحوثية” أن تؤلمهم إلى هذا الحد، فحاولوا بثّ أخبار كاذبة تنفي أن يكون الحوثيّ هو من قام بالعملية.

ووصل الأمر ببعضهم حدّ الفكاهة إذ أكدّوا أن لا علاقة لليمنيين بالعملية وأن الإنفجار لم يحدث بفعل مسيّرات مفخّخة مؤكدين أن جيشهم رصد صواريخ “كروز”  آتية من العراق.. لم يلتفت هؤلاء مثلًا أن يسألوا أنفسهم إن كان جيشهم الصواريخ فعلًا فلماذا لم يعترضها!

هزيمة السّعودية، ومعها حلفائها ومرتزقتها وسائر الدول التي تستخدم بني سعود في حروبها على المقاومة في المنطقة دخلت مراحلها الأخيرة، وبات اليمن العزيز وسائر محور المقاومة على أعتاب النصر الحتميّ.. من لا يجيد قراءة المعطيات والوقائع ليستنتج هذه الحقيقة، ويتيقن منها، فليطّلع على تغريدات ذباب بني سعود الإلكتروني، ليبشر قلبه بقرب اعلان الإنتصار.

(ليلى عماشا  – كاتبة لبنانية)

You might also like