كل ما يجري من حولك

السلاح الأقوى في مواجهة مخطّطات الصهيونية

304

 

سند الصيادي

أثبت تأريخُ الصراع العربي الإسرائيلي أنه لا يمكن مقارعةُ المشاريع الصهيونية إلّا من خلال الدين الإسْلَامي الخالص والصحيح.. وحدَه من يستطيعُ أن يبنيَ قُــوَّةً حقيقيةً متوارثةً وَيصمُدُ في معاركِ النفَس الطويل مع هذا الكيان وينتصرُ عليه. بعكس كُــلِّ الأيديولوجيات القومية التي فشلت في أن تبقى عبر المراحل، والسببُ أن إسرائيل أَو اللوبي الصهيوني قديماً وَحديثاً يخوضُ المعركةَ مع العرب والعالم الإسْلَامي من منطلق عقائدي إيْمَــاني بتوراتهم وإِنْ كان محرَّفاً..؛ لذا تعرض العرب للانتكاسات بعد كُــلّ مرحلة شهدت نزقاً قومياً أَدَّى إلى المواجهة، وَبقيت مشاريعُ إسرائيل مسافرة عبر المراحل.

ولأنهم يعرفون يقيناً هذه الحقيقة “خطر الإسْلَام الخالص” أكثرَ من الشعوب الإسْلَامية نفسها.. فإنهم حرصوا منذ قرون عدة، بل من وقت مبكر في صدر الإسْلَام على النخر في مفاهيم الإسْلَام، مستفيدين من حالة ضعف الوعي وَأطماع المتسلطين في الأُمَّــة، وَنجحوا بمشروعهم المتوارث لدى أجيالهم عبر المراحل والعصور في خلق هالة من الخلاف المتأزم لدى الأجيال الإسْلَامية الذي أَدَّى لتجريفِ المفاهيم الكبرى للدِّين تحت غُبارِ النزاعات على التفاصيل السلوكية للعبادات وَالمعاملات، وَأثمر هذا الاختراقُ في تعطيل مفاعلاتِ الخطر الإسْلَامي على وجود هذا الكيان.

لكن سُنَنَ الله وَإرادته ظلت حاضرةً لتحقيق الوعود القُــرْآنية التي تبشِّرُ باستمرار الصراع وَفشل المُخَطّطات اليهودية من خلال إبقاء جوهر الدين الإسْلَامي الخالص حيًّا وَمسافرا بالتوازي عبر العصور مع حالة التيه الحادث في أوصال الأُمَّــة، كرُهان إلهي على صحوته يوماً في قلوب أمة لم ينقطع حبلُ تواصلها معه رغم أتربة المستحدثات وَغُبار التناقضات التي عتمت آفاق الرؤية.

من هذه القناعات بزغ فجرُ المسيرة القُــرْآنية مبشراً بالخلاص، داعياً شتاتَ القوم إلى الالتفاف حول دينهم؛ لاستعادة العزة والرفعة والكرامة المسلوبات؛ بفعل ذلك الضياع المتوارَث والمفتعَل.

ولا غرابةً لمن اتضحت له الصورة أن يرى كُــلَّ هذا التكالب الصهيوني على هذه المسيرة وعلى كُــلّ المسارات، وما العدوانُ الكبيرُ وَغيرُ المسبوق على شعب اليمن إلّا شاهدٌ على مدى الخطر الذي استشعره هذا اللوبي على أدواته وَوجودِه.

You might also like