كل ما يجري من حولك

تعز.. من حرب الشوارع إلى حرب المسيرات

تعز.. من حرب الشوارع إلى حرب المسيرات

732

متابعات:

حشد حزب المؤتمر الشعبي العام بمدينة تعز، جنوبي اليمن، اليوم السبت، مناصريه في مسيرة جماهيرية حاشدة لإعادة الحزب إلى واجهة المشهد السياسي، بعد غياب دام قرابة ثمانية أعوام.

وتعد مسيرة اليوم الثالثة خلال أسبوعين، بعد مسيرتين سابقتين الأولى لحزب التجمع اليمني للإصلاح في 30 مارس/آذار الماضي، والثانية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري قبل خمسة أيام.

أما الحزب الاشتراكي اليمني -رابع القوى السياسية الفاعلة بتعز- فيدرس خياراته لتنظيم مسيرته الخاصة، وأفاد مصدر في الحزب بأن الفكرة موجودة فعلا، لكنها لا تزال قيد الدراسة، مبديا خشيته من عدم وجود قبول لها حتى الآن.

ويأتي “سباق المسيرات” على خلفية الحملة الأمنية التي أقرتها السلطة المحلية في تعز وانطلقت في 21 مارس/آذار الماضي، ضد المطلوبين أمنيا والخارجين عن القانون، الذين اتخذوا من حي مدينة تعز القديمة ملاذا آمنا في كنف كتائب السلفي “أبو العباس” المحسوب على الإمارات.

وعلى الرغم من تأييد جميع القوى السياسية الداعمة للشرعية في المحافظة قرار السلطة المحلية بتنفيذ الحملة الأمنية في سبيل إنهاء الاختلالات الأمنية وتطبيع الحياة في المدينة، فإن بعضها عادت لاحقا وهاجمت حزب الإصلاح، الذي اتهمته بتوجيه مسار الحملة للقضاء على خصومه السياسيين.

ومع حلول الذكرى الخامسة لتدخل التحالف العربي، نظم حزب الإصلاح مسيرة جماهيرية حاشدة في 30 مارس/آذار الماضي، جدد فيها تأييده للتحالف وطالبه بدعم معركة استكمال تحرير المحافظة.

رسالة الإصلاح 

ويقول الصحفي والمحلل السياسي عبد العزيز المجيدي، إن مسيرة حزب الإصلاح جاءت في ظل المحاولات المتواصلة لتهميش وإقصاء من قِبل التحالف العربي، الذي استخدم وكلاءه في الداخل لتجريمه وشيطنته بغية عزله سياسيا وإبعاده عن التأثير في المشهد.

ويعتبر المجيدي، مسيرة الإصلاح “مسوغة، حيث جاءت على وقع اتهامات وحملات حشرت الحزب في الزاوية وصورته عدوا للتحالف، ضمن مخطط غير منفصل عن أهداف الحرب منذ تدبير الانقلاب وتمويله من قبل أطراف معروفة في التحالف، وبالتالي،كانت تلك المسيرة محاولة للحزب لنفي تهم، رغم أنه لم يكن بحاجة لذلك، ولا سيما أن رأسه سيظل مطلوبا، حتى لو سلمت قيادته بالكامل للتحالف”.

وبعد أقل من أسبوع نظم التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري مسيرته الخاصة، التي يقارنها المحلل السياسي عبد الهادي العزعزي بمسيرة الإصلاح قائلا “إن مسيرة الإصلاح كانت تتعلق بذكرى عاصفة الحزم، بينما كانت مسيرات الآخرين إعلان حضور، معتقدين أن الحالة السياسية الراهنة بتطوراتها، تقتضي استعراض قوة الجماهير”.

ويضيف العزعزي ما يحدث من “تسخين سياسي في هذه الفترة، هو عبارة عن محاولات من هذه القوى السياسية لاستعراض القوة، وإعلان وجودها في مدينة لم يستكمل تحريرها بعد”.

ويتابع “لكن، ومع ذلك، يمكن النظر إلى هذا النشاط السياسي المتصاعد من زاوية أخرى إيجابية، بكون هذه المدينة هي الوحيدة التي تعد حاضنة للديمقراطية، ومكانا متاحا لاستعراض العمل السياسي برغم ظروفها الصعبة”.

مشهد صحي 

أما القيادي في الحزب الاشتراكي في تعز، مطهر الشرجبي، فيرى أن مثل هذه الأنشطة السياسية التنافسية في وضع الحرب، تعكس مشهدا صحيا، بأن تعز لا زالت تستخدم أدوات السياسة”.

ويضيف “لكن أن تتحول إلى نكاية بأطراف أخرى فذلك يزيد أكثر من الاحتقان. وبدلا من أن تكون فعاليات جامعة، تصبح مفرقة، فيما نحن اليوم أحوج للاصطفاف تحت هدف واحد وضد عدو واحد”.

ويرى المجيدي أن المسيرات الجماهيرية “من المفترض أنها تعبير عن حيوية سياسية واجتماعية، تعكس حالة توق لإحياء الأدوات السلمية التي عطلتها الحرب، لكن في الحالة التي شهدتها تعز مؤخرا، تبدو بعض المسيرات كما لو كانت لافتات ملحقة بالحرب، وربما تبشر بحلقات ودوائر حرب جديدة، تستهدف التنوع السياسي، وتضرب الحياة السياسية الراكدة أصلا في الصميم”.

ولتجنب مثل هذا السيناريو يأمل العزعزي، في أن “يساعد هذا المعترك السياسي التعزي المتصاعد في تذكير دول التحالف أن اليمن بلد ديمقراطي متنوع ومتعدد، وعليها أن تقبله بهذه البنية القائمة، وهم حلفاء، لكن عليهم الابتعاد عن محاولاتهم إعادة إنتاج المشهد بالصورة التي يريدونها”.

(الجزيرة نت)

You might also like