كل ما يجري من حولك

الحديدة بين السلام والاستسلام

365

 

عبدالفتاح علي البنوس

عندما وافق الوفدُ الوطنيُّ على التفاهمات والمخرجات التي خرجت بها مشاورات السويد، لم يكن ذلك من أجل تقديم الحديدة على طبق من ذهب للمرتزِقة وتمكينهم من رقاب أهلها وَسكانها، فالتنازلاتُ التي قُدِّمت كانت من أجل تجنيب الحديدة ويلات الصراع والخراب والدمار وسفك الدماء وتفاقم الوضع الإنساني في محافظة يعيشُ السوادُ الأعظمُ من سكانها تحتَ خط الفقر.

تنازلاتٌ قُدِّمت مراعاةً للجوانب الإنسانية وحرصاً على تحقيق السلام واستتباب الأمن والاستقرار في مختلف مديرياتها، تنازلات قدمت من باب الحرص الوطني على إفشال كافة مخططات ومؤامرات قوى العدوان ومرتزِقتهم التي تستهدف الحديدة، واليوم يقدمُ أبطالُ الجيش واللجان الشعبية على تنفيذ الخطوة الأولى على طريق تطبيع الأوضاع في الحديدة وتنفيذ ما تم التوافق عليه في مشاورات ستوكهولم بانسحابهم من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وتسليمها إلى قوات خفر السواحل التابعة للقوات البحرية اليمنية، وهو تسليمٌ من أجل تبديدِ مخاوف قوى العدوان بشأن دور ميناء الحديدة ومصير إيراداتها، لتبقى الأممُ المتحدة المشرفة على نشاط الميناء والخدمات الملاحية التي يقدّمُها، ورغم أهميّة هذه الخطوة إلا أننا شاهدنا عويلَ المرتزِقة وعدمَ رضاهم عليها؛ لأنهم كانوا يريدون أن يكونَ التسليمُ لهم، وهنا مُنتهى السخف والغباء، فلو كان الأمرُ كذلك لما كان هنالك حاجةٌ للمشاورات والمفاوضات، هؤلاء لا يفرّقون بين السلام والاستسلام، هم يريدون للحديدة الاستسلامَ لا السلام وهذا هو عَشَم إبليس في الجنة، وعليهم أن ينفّذوا ما التزموا به ولا حاجة للتلكؤ والمراوغة واللفّ والدوران.

ومَن أحبَّ النبيَّ صلَّى عليه وآله..

You might also like