كل ما يجري من حولك

الحرب القذرة في الحديدة ومزاعم التهدئة.. (تقرير)

279

متابعات:

حينما كانت وسائل الإعلام المرتبطة بقوى العدوان السعودي على اليمن تنشر أخباراً عن وقف المعارك في الحديدة وتثبيت نوع من التهدئة في تلك المنطقة الحيوية والإستراتيجية من البلاد كانت الطائرات السعودية تقصف المدنيين هناك وتقتل المزيد من الابرياء.

حيث أستشهد ستة مدنيين في غارات شنتها طيران العدوان السعودي الأمريكي على محافظة الحديدة وقالت مصادر محلية ان غارات العدوان السعودي أستهدفت  قرية سكنية في الطريق الرابط بين زبيد و التحيتا الواقعتين في محافظة الحديدة التي تتعرض منذ ايام لهجوم فاشل من قبل قوى العدوان السعودي.

وبعد فشله في السيطرة على الحديدة اقدم العدوان على مهاجمة المناطق السكنية وعربات المواطنين من خلال استهدافها بصواريخه وطائراته وكانت قد تعرضت عددا من مناطق الحديدة للقصف السعودي مما ادى الى استشهاد العديد من المدنيين اليمنيين. وكانت قد تحدثت مصادر إعلام عن تعرض الحديدة هذا اليوم الى أكثر من أربع غارات من قبل طيران العدوان السعودي.

كما استشهد وأصيب 12 مواطناً بينهم أطفال يوم امس الخميس بنيران تحالف العدوان الأمريكي السعودي في محافظة الحديدة بينما كشف مصدر أمني أن طيران العدوان أستهدف باصاً في خط المراوعة بمدينة الحديدة ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة اثنين آخرين.

القصف لم يقتصر على الطائرات فحسب بل تعدى ذلك ليشمل القصف المدفعي الذي أسفر ايضا عن إصابة خمسة أطفال في القصف المدفعي لمرتزقة العدوان على منطقة 7 يوليو وأصيب طفل آخر بجروح خطيرة إثر سقوط قذيفة أطلقها المرتزقة على منطقة الصقور في مديرية زبيد.

القصف المدفعي لم يتوقف عند هذه المناطق بل أستمر ليشمل جنوب مدينة الحديدة وباتجاه شارع الخمسين و فندق الاتحاد كما أطلقت خمس قذائف مدفعية على مطار الحديدة وقذيفتين بالقرب من الجامعة، فيما شن طيران العدوان سلسلة غارات على منطقة كيلو16 في مديرية الدريهمي وغارة على مزرعة في التحيتا.

ويوم أمس تجددت الغارات الجوية على مدينة الحديدة وشن طيران العدوان غارات على منطقة كيلو ستة عشر كما استهدف المرتزقة مستشفى الثورة في المدينة بقذائف المدفعية فاصيبت باضرار بقسم المختبرات وكانت مصادر أمنية تابعة للمرتزقة وقوات هادي أعلنت أنها تلقت أوامر بوقف القتال في الساحل الغربي اليمني.

كما قالت الامارات الشريك الرئيسي في تحالفِ العدوان السعودي ضد اليمن انها تؤيد عقد محادثات سلام يمنية في السويد في أقرب وقت ممكن رغم العملية العسكرية الجارية في الحديدة داعية للاستفادة ممّا أسمتها الفرصة المتاحة لإعادة إطلاق المَسار السياسي.

وواصل العدوان السعودي الأمريكي شن غاراته وقصفه على عدد من المحافظات مخلفا إصابات وأضرارا مادية في الممتلكات ففي الحديدة أصيب رجل وامرأة إثر قصف طيران العدوان شمال قرية الكرد بمديرية الدريهمي كما أصيب طفلان بشظايا قذيفة أطلقتها مدفعية العدوان على منطقة الجبلية بمديرية التحيتا وقصف مرتزقة العدوان بقذيفتي هاون مستشفى الثورة بمدينة الحديدة سقطتا على قسم المختبرات. وشن طيران العدوان السعودي الأمريكي غارة على مديرية التحيتا.

وفي صعدة دمر طيران العدوان بغارتين منزلين في منطقة القد بمديرية رازح الحدودية فيما شن 5 غارات على منطقة طخية بمديرية مجز وقصف العدوان بعشرات الصواريخ والقذائف العزل الغربية بمديرية حيدان الحدودية وفي جيزان شن الطيران المعادي 3 غارات على جبل تويلق.

وتأتي هذه الحوادث تأكيدا لما أعلنه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة ومدير دائرة التوجيه المعنوي العميد يحيى سريع والذي قال أن قوى العدوان ومرتزقتهم مستمرون في سفك المزيد من الدماء وإرتكاب المجازر بحق أبناء الشعب اليمني.

وأشار الى ان طيران العدوان شن عددا من الغارات حيث أستهدف بثلاث منها حافلة في المراوعة أضافة الى أربع غارات شنها طيران العدوان باتجاه مصنع كمران ونوه الى ان مدفعية العدوان السعودي أستهدفت عدد من الأحياء السكنية في مدينة الحديدة وجرح على إثرها 6 أطفال.

واكد بان مرتزقة العدوان حاولوا يوم أمس الزحف والتقدم باتجاه كيلو 16 وباتجاه شرق حيس حيث تصدى أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية وكبدوهم خسائر في الأرواح والعتاد وان استمرار تحالف العدوان ومرتزقته في محاولاتهم لاحداث أي تقدم على الأرض بعكس ما يروج له في وسائل اعلامه من ان هناك تهدئة يأتي في إطار خداع الراي العام وايهام الشعب اليمني والحد من التحرك الشعبي لرفد الجبهات.

وأشار المتحدث الرسمي الى ان العدوان يسعى من وراء الترويج الى ان هناك تهدئة الى كسب الوقت وإعادة ترتيب أوضاع قواته المنهارة نفسيا ومعنويا خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها خلال الأيام الماضية والتي تكبدت فيها قواته لخسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

ولفت العميد سريع ان أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية في اتم الجاهزية قتاليا ومعنويا لمواصلة مهامهم القتالية ولن ينخدعوا او تنطلي عليهم مثل هذه الأساليب لقوى العدوان.

وعلى صعيد الموقف السياسي فقد نفى عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي أن يكون تحالف العدوان السعودي قد أوقف عدوانه على مدينة الحديدة وأعتبر أن إعلان مرتزقة العدوان وقف عملياتهم العسكرية لإحتلال الحديدة بحجج متعارضة هو بمثابة إعلان للهزيمة بصورة تحفظ ماء الوجه خصوصا وأنهم سبق ادعوا دخولها وانهم يخوضون حرب شوارع وذلك اعتراف يثبت زيف اعلامهم ويؤكد مصداقية الإعلام اليمني وان تحالف العدوان السعودي يسعى لتضليل الرأي العام بما يعلنه من وقف القتال في الحديدة رغم ان المعارك لا زالت مستعرة ولا بد من مواصلة الصمود لكسر التوازن مع العدوان.

ومايكذب مزاعم تحالف العدوان في وقفه للاعمال القتالية في الحديدة هو عدم وجود آي مشروع للسلام في اليمن فقد أكد رئيس رئيس الوفد الوطني و الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام في بيان له إنه لا يلمس تواصلاً سياسياً جاداً عن حلول حقيقية للمشكلة اليمنية.

وأوضح الناطق الرسمي لأنصار الله انه :” في كل جولة من جولات العدوان على اليمن التصعيد يبدأ ويخف أو يتلاشى أغلبها بدون إعلان تهدئة وإنما نظراً لطبيعة المعركة على الأرض ويحاول تحالف العدوان تقديم الموضوع أنه بناء على ضغوط دولية أو إنسانية وهذا افتراء فالحقيقة هو الإستعداد لجولة جديدة يحتاج التجهيز لها وقت إضافي كالعادة”.

واكد عبد السلام انه :”لاتوجد حلولا سياسية حقيقية أو تهدئة فعلية وإنما كلام في الاعلام واتفاقات بين دول العدوان نفسها أو ما يسمى بالرباعية والتي هي السعودية والإمارات وبريطانيا وأمريكا وهي الجهات ذاتها التي تشن العدوان بشكل مباشر وبارز خاصة في معركة الساحل الغربي باعترافهم هم”.

واشار محمد عبدالسلام :” مع أن موقف شعبنا وجيشه ولجانه الشعبية في الأساس هو دفاعي لمواجهة حرب عدوانية غير مبررة هم بدأوها فإننا نرحب بأي وقف للعدوان مع المصداقية والالتزام بعيداً عن تحقيق مكاسب سياسية أو تجاوز أزمات إقليمية ودولية فالغارات الجوية والعمليات العسكرية لم تتوقف لا في الحديدة ولا في غيرها” .

وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن ثلاثة مصادر قولها إن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية أمر بوقف حملته العسكرية على مدينة الحديدة غربي اليمن وذلك بعدما أفادت تقارير بتوقف القتال في المدينة وقال مصدر عسكري لرويترز إن تحالف العدوان أمر القوات على الأرض بوقف القتال داخل مدينة الحديدة.

ويرى مراقبون للوضع اليمني ان اعلان قوى العدوان لوقف القتال في الحديدة من دون غطاء سياسي يكشف ان هناك اهدافا وغايات يرمي التحالف الى تحقيقها من وراء هذا الاسلوب ومنها على سبيل المثال فرض حالة من الارتخاء في صفوف الجيش واللجان الشعبية ومباغتتهم فيما بعد بهجوم اقوى واشد من اجل السيطرة على الحديدة والهدف الثاني الذي يسعى الى تحقيقه تحالف العدوان من خلال بث فكرة التهدئة هو التقاط الانفاس ومحاولة الحصول على دعم مجدد من اجل الدخول بشكل اقوى في معركة الحديدة والسيطرة عليها.

You might also like