كل ما يجري من حولك

فلنهاجر إلى الله

431

 

أمل المطهر

ما الذي يبقينا ها هنا!! ما الذي يمنعنا من السمو إليه، من الالتحاق بركب أحبائه المتقون؟!!

ما الذي يجعلنا نسير في طريق ضبابي غير محدود المعالم؟!!

ما الذي يجعلنا نتمسك بتلك الأصنام التي تدفعنا إلى الهاوية السحيقة؟!

نحن نعلم أن لا مهرب لنا ولا ملجأ منه إلا إليه.

فلماذا الجفاء؟ لماذا نصر على الحمق والغباء!!!!.

لماذا نعادي نفوسنا ونرميها إلى بحر الظلمات!!.

لماذا نفتح الطريق لعدونا ليدوسنا بقدميه

ويذيقنا الهوان ونحن خير أُمَّـة واهل الحكمة والإيْمَــان!!!

فهل من سبيل للخروج من كُـلّ هذا الوجع؟

فلنهاجر إلى الله ورَسُــوْله..

إن كنا نريد أن يعجل النصر ويقرب الفرج..

فلنهاجر إلى الله ورَسُــوْله إن أردنا أن نبنيَ نفوسنا بناء قوياً مكتملاً يجعلها قوية لا تخترقها كُـلّ أشكال الحرب الناعمة التي تدكنا وتطحننا بنعومة الأفعى السامة..

فلنهاجر إليه بشوق ولهفة لنتزود من الهدى الذي سينير بصيرتنا ويسمو بنفسياتنا إلى أرقى المستويات ويروي قلوبنا بذلك العشق السرمدي الذي يصنع المعجزات..

فلنسعَ إلى التزود من ذلك الترياق الذي يحصننا من كُـلّ الأمراض والأوبئة التي تحط من الأَخْــلَاق وتمحق العقول وتميت القلوب.

فلنهاجر إلى النهج القُــرْآني المحمدي القويم الذي يقيم اعوجاجنا ويصلح انكساراتنا..

هذا هو الحل الناجع الذي سيقدّم لنا الحياة الكريمة ولا سواه..

فلترجع تلك القلوب الخاوية المريضة..

الى ربها وتهاجر إليه وتحتمي بحماه..

فلتطلب منه العون والثبات على الدرب السوي والنهج القويم..

 ساعتها ستكون في قد شكلت بداخلنا حاجزاً دفاعياً قوياً من كُـلّ ما يريد المساس بها واختراقها وافراغها من السمو والعِــزَّة والرفعة..

لا وجود لأية حلول مجدية تمنع عنا كيدَ العدوّ وتبطل مكر سوى هذا الدواء..

وهو أن تهاجر قلوبنا إلى الله هجرة أبدية..

تهاجر من مواطن السوء ومراتع الضلال..

والفساد الذي يجعل منا لقمة سائغة في متناول أعدائنا..

تهاجر القلوب فتتبعها النفوس في السمو والرقي فنصبح أُمَّـة راقية عالية الوعي..

نصرع العدوّ قبل أن يصرعنا وَنرديه المهالك..

تلك الهجرة هي من ستبنينا من جديد وتجعلنا أُمَّـة الإعداد والتوكل فلا نُغلب..

ولا نؤخذ على حين غرة..

ولا نمكن عدونا من أنفسنا ليصنع منها دمى تناسب اهوائه وتحقّق مبتغاه..

هجرتنا إلى الله ورَسُــوْله هي من سترتقي بفكرنا وتوسع مداركنا وتفرش لنا الأرض والسماء وروداً ونصراً.

هي من ستحمي حاضرنا وتبني مستقبلنا.

فلنعدّ زادنا للرحلة ونهاجر إليه..

قبل أن يفوتَنا الرَّكْبُ وتموتَ القلوب..

You might also like