يوماً بعد آخر يحتدم الصراع بين القوات التابعة لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» (الإخوان المسلمون في اليمن)، والذي يحركه القيادي في «الإصلاح»، والمستشار لقائد محور تعز، العميد سالم عبده فرحان، المعروف بـ(سالم) من جهة، وقوات جماعة «أبو العباس» السلفية، بقيادة عادل عبده فارع، المعروف بـ(أبو العباس)، والمدعوم إماراتيا من جهة أخرى. 
وعلى الرغم من مساعي التهدئة بين الأطراف، والتي تبذلها اللجنة الرئاسية، المكلفة من الرئيس هادي، فإن التوتر لا يزال سيد الموقف، حيث تشهد المناطق الواقعة في قلب المدينة بدءً من شارع العواضي وباب موسى وشارع 26، وصولا إلى وسط المدينة القديمة، انتشاراً كثيفاً لمسلحي الطرفين في عدد من الشوراع الرسمية والفرعية التي تم إغلاقها، بالإضافة إلى تمركز القناصة في عدد من المباني المرتفعة، في عدد من أحياء المدينة القديمة؛ فيما لا تزال الأطراف المتقاتلة تخوض مفاوضات وتفاهمات لوقف الاقتتال الدائر بين رفاق السلاح.
وبحسب مصادر محلية، فإن «عشرات الأطقم العسكرية من الجانبين تفرض حصارا خانقا على أحياء المدينة القديمة، بعد أن أغلقت عددا من الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى باب موسى، وشارع 26 سبتمبر».
وأوضحت المصادر، أن «القناصة المتمركزة في العمارات المرتفعة تستهدف المارة في الشوارع بشكل مستمر»، مؤكدة أن «4 مدنيين سقطوا برصاص القناصة بينهم المصور الصحافي محمد الطاهري». ولفتت إلى أن «سكان المدينة القديمة يعيشون حصارا خانقا منذ ثلاثة أيام وسط حالة من الرعب والهلع». 

مساعٍ للتهدئة
وبالرغم من أن الوضع لا يزال متوترا بين الجانبين، يرى مراقبون أن تحركات ومساعي اللجنة الرئاسية «قد تنجح في لملمة الأوراق، ورأب الصدع، بين رفاق السلاح في تعز»، مؤكدين أن «القوات التابعة للإصلاح، باتت تدرك اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن خروج جماعة أبو العباس من المدينة لا يصب في صالحها نهائياً، برغم إصرار الأخيرة على المغادرة أو الخروج غرب المدين على أقل تقدير، لفرض حزام أمني غير معلن، ولذلك قد يقدم الإصلاح، عدة تنازلات للوصول إلى اتفاق يجمع لم الشمل ويطفئ نار الاقتتال المشتعلة». 

وأفادت مصادر مطلعة، لـ«العربي»، بأن «اجتماعاً عقد مساء أمس الإثنين وبتوجيهات من الرئيس عبده ربه منصور هادي، وقيادة التحالف العربي بعدن، ضم المحافظ وأعضاء اللجنة الرئاسية، وقيادات ميدانية من جماعة أبو العباس، لحل الإشكال وتجنيب الاقتتال بين رفاق السلاح داخل المدينة»، مؤكدة أن «هناك جهود حثيثة يبذلها الجميع لنزع فتيل الصراع». فيما لم تفصح المصادر عن أي معلومات أخرى حول الإجتماع. 

المخلافي خلفاً للعزي
وفي السياق، كشفت مصادر خاصة، لـ«العربي»، أن «القيادي في كتائب جماعة أبو العباس السلفية، مؤمن المخلافي تسلم عصر اليوم الثلاثاء، مقر قيادة الكتائب الكائن في مجمع هائل في مديرية المظفر، وسط مدينة تعز».

وأكدت أن «المخلافي تسلم قيادة الكتائب في المدينة نيابة عن نائب كتائب أبو العباس، عادل العزي، مؤقتاً، بعد مغادرة الأخير مدينة تعز إلى عدن منذ ثلاثة أيام»، نافية صحة الأخبار المتداولة بأن «عدداً من عناصر الكتائب على رأسهم عادل العزي وصلوا اليوم إلى جبهة الكدحة للإلتحام بقوات العمالقة القادمة من الوزعية».
وأشارت المصادر إلى أن «خروج العزي إلى عدن جاء وفق تفاهمات أجراها المحافظ أمين محمود وقائد كتائب جماعة أبو العباس، عادل عبده فارع، مع اللجنة الرئاسية، تمهيداً لخروجه مع أفراده من المدينة إلى جبهة الكدحة، بشكل رسمي، وهو ما تعارضه قيادات عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح».
ويعتبر المخلافي أحد القيادات الميدانية للكتائب في جبهة الكدحة، والذراع الأيمن لقائد كتائب جماعة «أبو العباس» السلفية، والمدعومة إماراتياً، عادل عبده فارع، المعروف، بـ«أبو العباس».
الجدير بالذكر أن كتائب «أبو العباس» السلفية، والمدعومة من الإمارات، كانت قد أصدرت بيانا الخميس الماضي، أكدت فيه تراجعها عن قرار مغادرة تعز، والذي كانت قد دعت له في بيان لها، في الـ 25 من أغسطس الماضي.
(العربي)