كل ما يجري من حولك

“الواشنطن بوست” : الإمارات تقوم باغتيال أئمة المساجد في عدن

712

متابعات |

أكدت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية بأن الإمارات والقوات التابعة لها في عدن هي من يقف وراء عمليات اغتيال أئمة المساجد في عدن، خاصة أولئك الذين ينادون بالوحدة اليمنية، ويرفضون دعوات الانفصال التي تدعمها أبو ظبي.

وأوضحت “الواشنطن بوست” في عددها الصادر اليوم الأربعاء، بأنه وعلى الرغم من التحالف السعودي الإماراتي في الحرب باليمن، فإن للبلدين أجندات مختلفة من وراء دخولهما تلك الحرب.

ومنذ أكتوبر الماضي، زادت وتيرة عمليات القتل التي تستهدف رجال الدين، حيث تشير الإحصائيات إلى مقتل نحو 15 رجل دين، من بينهم اثنان في الشهر الماضي، حيث تعرض جميعهم لهجمات بإطلاق نار على سياراتهم أو بالقرب من مساجدهم؛ الأمر الذي دفع العشرات من رجال الدين إلى الفرار من عدن وبعض المناطق القريبة منها.

وأضافت : أن مدينة عدن تعيش حالة من الفوضى، حيث تسعى حكومة هادي إلى السيطرة على الأوضاع فيها، في حين يَحكم الشارعَ عناصر مسلحة تابعة للإمارات وفي وقت كانت تعيش فيه عدن فراغ القيادة، حيث كان لرجال الدين مهمة تصدُّر المشهد باعتبارهم قادة مجتمع بارزين، وهو ما جعل منهم أهدافاً للجماعات المسلحة الموالية لأبو ظبي.

وقالت ليلى الشبيبي – ناشطة يمنية في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية، إن مع كل عملية قتل يتم إضعاف المجتمع، فرجال الدين قادة فاعلون في مجتمعاتهم، وقاموا بحل العديد من النزاعات وتقديم النصيحة، وكانوا معلِّمين ومتحدثين في تلك المجتمعات.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن عمليات القتل التي تستهدف رجال الدين في عدن مرتبطة بالصراع على السلطة بين حلفاء الولايات المتحدة هناك، السعودية والإمارات، فعلى الرغم من أن البلدين دخلا غمار الحرب في اليمن ضد جماعة الحوثيين ضمن تحالف واحد، فإن لكليهما رؤى مختلفة لمستقبل اليمن.

وأشارت إلى أن من تم اغتيالهم من رجال الدين ينتمون إلى حزب الإصلاح الحليف الحيوي للسعودية، في حين يعتبر الإماراتيون أعضاء حزب الإصلاح خطرين متطرفين مرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين، التي تنظر إليها بعض القوى الإقليمية على أنها جماعة متطرفة.

ولفتت “الواشنطن بوست” إلى أن من تمت تصفيتهم من رجال الدين كانوا يدعون إلى ضرورة بقاء اليمن موحَّداً، في حين أن المجموعات المسلحة التابعة للإمارات تفضل فصل الجنوب اليمني عن الشمال.

ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي قوله: إن بعض عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات يقف وراء مقتل رجال الدين في مدينة عدن.

وبينت أن للاغتيالات أثر مروع على المساجد، فلقد أُغلق بعضها في حين توقف رجال دين عن إمامة صلاة الفجر؛ خشية عمليات التصفية الجسدية، في حين اضطر آخرون إلى الاستعانة بالحراس الشخصيين، ففي مسجد “هائل سعيد”، لا يوجد إمام للمسجد، لقد فرَّ علي أحمد محفوظ الخطيب من عدن في وقت سابق من هذا العام، بعد اغتيال اثنين من رجال الدين في المساجد القريبة، كما اكتشف أنه كان اسمه على قائمة الأهداف المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما قال في مقابلة هاتفية من موقع لا يريد الكشف عنه.

وذكر الخطيب: لم تفعل قوات الأمن والسلطات المسئولة عن التحقيقات أي شيء لحماية رجال الدين أو التحقيق مع من يقفون وراء عمليات القتل هذه، مبيناً أنه يعرف ما لا يقل عن 20 من رجال الدين الذين فروا من عدن، مشيراً إلى أن تقارير وسائل الإعلام المحلية تشير إلى أن الرقم يصل إلى 120 رجل دين.

واختتمت “الواشنطن بوست” تقريرها ، إن كل إمام مسجد في عدن ينادي بالوحدة والتمسك بالوحدة سيكون هدفاً لعمليات الاغتيال والتصفية على أيدي الإمارات ومسلحيها.

You might also like