ليس جديداً على مجلس التعاون الخليجي أن يخرج على لسان الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني، بتصريحات تؤكد على وحدة اليمن، سياسياً كان أم عسكرياً، وحتى اقتصادياً. لكن أن يكون الحديث عن إلغاء ذكر «القضية الجنوبية» خلال المؤتمر رفيع المستوى حول مرجعيات الحل السياسي في اليمن، بحضور سفراء الدول الـ19 الذي احتضنته الرياض، إضافة إلى الاتهامات التي أطلقها رئيس حكومة «الشرعية» أحمد عبيد بن دغر، خلال المؤتمر، والذي اتهم فيها «الحراك الجنوبي» بـ«العمالة لإيران»، فهذا كان بمثابة تطور جديد لم يمر مرور الكرام لدى الشارع في الجنوب وفي صفوف مناصري «المجلس الانتقالي الجنوبي» أيضاً.
تطوّر جديد على الساحة الجنوبية، رافقه صمت مطبق من جميع فصائل «الحراك الجنوبي» بما فيها «المجلس الانتقالي»، بعكس رفضها سابقاً لمخرجات الحوار الوطني، الذي اعتبر الكاتب الباركي الكلدي، في حديث لـ«العربي»، أنه «إعادة الحراك الجنوبي إلى نقطة الصفر والتخلي عن الجنوب واضعاف موقف قيادات وطنية كانت السماء تهتز لذكر اسمها في الساحات الجنوبية، فأصبحت قيادات هزيلة مسيرّة ضائعة تائهة ضعيفة لا تقوى على حمل نفسها، فكيف تستطيع حمل قضية شعب، بعد أن سلبت حق القرار وأصبحت تتقاذفها مصالح الدول، وأرتضت ان يكون الجنوب ساحة للصراعات».

صدمة عنيفة

من جهته، قال الكاتب حافظ هذيل، لـ«العربي» إن تجاهل الجنوبيين في مؤتمر الرياض ليس بالأمر البسيط، مشيراً أن «التحالف استخدم الجنوبيين كأداة فقط لتحقيق أهدافه».
وأوضح أن ليس أمام الجنوبيين سوى خيارين لا ثالث لهما: «فض الشراكة مع التحالف وعودة المقاتلين الجنوبيين إلى حدود ما قبل 1990م»، أو «إعلان الهزيمة أمام الشعب أن ليس لدينا خارطة طريق واضحة، ويتركون الخيار للشعب أما الاستسلام أو العودة إلى أجواء 2007 الحراكية»، مشيراً إلى أن «الصدمة كانت عنيفة ممن ظنناهم أشقاء».
وفي ذات السياق، أكد القيادي في «الانتقالي الجنوبي»، أحمد عمر بن فريد، لـ«العربي» أن «الخليج يصر على الابتعاد عن الجنوب كلما اقترب الجنوب منه».
وتساءل «لماذا لم يقدم الخليج إشارة واحدة تنم عن تقدير لهذا الشعب العظيم، ولتضحياته الجسيمة في حرب عاصفة الحزم مقارنة بجنود الفنادق والتباب، والإصرار على اختبار صبر الجنوب؟». ‎‎

تجاهل «التحالف»

وعن تهميش الجنوبيين من المشاركة في مؤتمر الرياض، قال الكاتب نبيل عبدالله، لـ«العربي»، إن «التحالف» الذي تقوده السعودية «أدار ظهره لمن وقف فعلاً الى جانبه، وتوجه لتجميع نفايات الشرعية في مقر الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي»، مضيفاً بأن «التحالف العربي غير جاد في دعم الجنوب وانهاء الحرب في اليمن».
وأشار إلى أن كل الدلائل تشير إلى «تجاهل التحالف لمعاناة الشمال والجنوب واصراره على التعاطي المدمر الذي من نتائج فشله ما تشهده تعز من اقتتال بيت الميليشيات الرجعية الاخوانية والسلفية».

انسحاب المقاتلين

انعقاد مؤتمر الرياض اعتبره الناشط ميثاق الكلدي، «صفعة جديدة للمجلس الانتقالي وللقوات الجنوبية المشاركة في معارك الساحل الغربي»، مضيفاً أن «استقطاب وجمع الفاسدين واستمرار تعيينهم لإدارة الدولة يعد خطأ كبيراً يرتكبه التحالف بحق الشعب في الجنوب».
وعقد الكلدي الأمل على القوات الجنوبية في الساحل الغربي، للانسحاب من الجبهات، رداً على تهميش القضية الجنوبية في مؤتمر الرياض.
بدوره، قال محسن العامري إن «الجميع أدرك ما يدور من تجاهل للقضية الجنوبية من قبل دول التحالف العربي»، داعياً أبناء الجنوب المشاركين في جبهات القتال في مناطق الشمال إلى «العودة إلى الجنوب وفرض أمر واقع قبل فوات الآوان».