كل ما يجري من حولك

كيف يقاتل النظام السعودي اليمن ويحمى حدوده بشباب يمنيين؟

303

متابعات:

فيما ما وراء الحدود اليمنية السعودية يتكشف جانباً من جوانب العدوان والحرب العبثية التي لم يحسب لها النظام السعودي أي حسابات منطقية تنطلق من حقائق الواقع والجغرافيا فمنذ إندلاع الحرب على اليمن عام 2015م وما تلتها من أزمات قوضت ما تبقى من فرص منعدمة أمام اليمن البلد الذي مجتمعه كان وما يزال يرى الحدود والبحار منفذ الأمان الأخير  للبقاء على قيد الحياة.

في السنوات الأخيرة ضيق النظام السعودي الخناق على الأيدي العاملة وتعمد إرساء سياسة ما أسمها “سعودة المهن” وقام بإنشاء معسكرات خاصة لتدريب يمنيين أستغل ظروفهم القاهرة والزج بهم في معاركه وحماية حدوده ..

كماشة مهدت الطريق إلى مكان واحد “الموت” العودة إلى الجحيم الداخلي أو الانخراط في معسكرات السعودية الحدودية مع اليمن خياران وجد آلاف اليمنيين أنفسهم أمامه بلا حيلة أو خيار ثالث يحفظ لهم قليلا من حياة أمنة .

الانكسارات المتتالية للقوات السعودية  ومرتزقتها في جبهات الحدود اليمنية على مدى سنوات العدوان والحرب والإستراتيجية القتالية والتخطيط العسكري لدى أبطال الجيش اليمني أرهقت النظام السعودي وكبدته خسائر فادحة من الافراد والعتاد العسكري ولم يدرك أن هذه الجبهة ليست سوى محرقة لقواته في مواجهة  قوات يمينة دربت أصلا للقتال في جغرافيا معقدة الأمر الذي اضطره لاستقدام قوات يمنية لحمايته..

فخلال الآونة الأخيرة وثق الإعلام الحربي اليمني مقتل الكثير من القوات والمرتزقة الموالية لتحالف العدوان السعودي معظمها من المحافظات الجنوبية في جبهات الحدود أكثر من السابق ما يشير إلى أن الحكومة السعودية زادت من الاعتماد على قوات يمنية في المواقع العسكرية في جيزان ونجران وعسير ووثق الإعلام الحربي اليمني أخبار ومقاطع فيديو لأسرى وقتلى يمنيين يقاتلون في صفوف تحالف العدوان بالإضافة للإحصاءات الكبيرة لقتلى سعوديين أيضاً .

يمارس النظام السعودي بحق اليمنيين حرباً أخرى أكثر بشاعة من حربه التي لم تتوقف منذ ثلاثة أعوام على اليمن ويجد اليمني نفسه مكرها لدخولها والمئات باتوا قتلى في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل .

أمجد محمد أحد الشباب الذين أضطرت بهم الظروف المعيشية القاهرة إلى مغادرة اليمن والبحث في مملكة النفط عن عمل يخفف من أعباء أسرته وأطفاله عندما وجد نفسه أمام خيار العودة إلى جحيم بلده أو الانضمام إلى معسكرات التدريب السعودية فوافق على الفور والتحق بألاف غيره.

بعد سنة ونصف من إنضمام أمجد لمعسكر سعودي في إحدى المناطق الحدودية المحاذية لليمن وفي الوقت الذي أعتادت أسرته وصول مصروفها الشهري إلى ريف إحدى القرى اليمنية وصل خبر صاعق ينبأها بمقتل أمجد في الحدود السعودية اليمنية وهو يدافع عن النظام السعودي بحسب أهله الذين قالوا أن ولدهم أخفى حقيقة عمله.

من عموم المناطق وخاصةً الجنوبية التحق الأف من الشباب بمعسكرات التدريب السعودية منهم من يزال يمارس عمله من هناك فيما البعض لم يعد على قيد الحياة ولم يساعد الحظ أسرته في القاء نظرات الوداع الأخيرة فمن يسقط في تلك المعارك بالكاد يجد لجسده حفنة تراب إن لم يكن فريسة الوحوش البرية في تلك المناطق الجبلية ووفقاً لأحاديث كثيرة فإن عشرات الشباب هربوا من تلك المعسكرات وعادوا إلى مناطقهم بعد أن وجدوا أنفسهم في معارك قتالية غير محددة..

وأشارت معلومات خاصة إلى أن  النظام السعودي يعتمد على القوات الجنوبية والسلفية تحديداً في القتال بالحدود وبعد أن فرت الكثير من العناصر اليمنية الأخرى حينما أدركت أن جبهات الحدود ليست سوى فخ كبير بسبب تركيز قوات الجيش اليمني على تلك الجبهات من ناحية الأفراد المدربين بمهارات قتالية عالية .

ظاهرة تجنيد الشباب اليمنيين في المعسكرات السعودية والزج بهم في الجبهات الحدودية ليست وليدة اللحظة بل تمتد الى ما قبل عامين وليست مقتصرة على الشباب الذين يتسللوا الى الاراضي السعودية بطرق غير قانونية أو الذين يتم التنسيق لهم عن طريق أقارب لهم سبقوهم الى التجنيد ولكن تضطلع فيها أيادي عسكرية موالية لهادي..

فالمعلومات تؤكد أن هناك شبكة مافيا منظمة في تعز ومآرب والرياض تتاجر بأبناء اليمن وتعز على وجه الخصوص حيث يقدم سماسرة المافيا المكلفون باستقطاب شباب تعز التسهيلات والمغريات ابتداءً بتكاليف المواصلات ومصاريف الطريق وتذليل كل الصعاب وانتهاءً بالاستقبال الجيد حيث تدير قيادات عسكرية عليا في قيادة محور تعز وقيادات بعض الألوية العسكرية الموالية للعدوان شبكة المافيا وتعمل على نقل الأفراد إلى جبهات الحدود السعودية وبطريقة منظمة مقابل مبالغ طائلة تحصل عليها هذه القيادات حيث تحصل على كل فرد مبلغ 2000 ريال سعودي بالإضافة إلى أخذ عمولة من الأفراد تصل إلى أخذ مرتبين أو ثلاثة أي بمعدل من 4 إلى 6 آلاف ريال سعودي وأكدت مصادر مطلعة أن قرابة 500 فرد غادروا تعز إلى جيزان ونجران خلال الشهرين الماضيين.

 
فمعظم الشباب الذين يتم تدريبهم  عادة لا يقضون فترة كبيرة في تلك المعسكرات ، لتلقي التدريبات العسكرية اللازمة والكافية، بل يزج بهم في معارك الشريط الحدودي للسعودية، لليمن لتعويض النقص في صفوفها جراء الخسائر المتوالية التي تتعرض لها القوات السعودية من قبل مقاتلي قوات الجيش اليمني ، منذ العام 2015م.

You might also like