كل ما يجري من حولك

خفايا صفقات سرّية بين التحالف السعودي الإماراتي و”القاعدة” في اليمن بعلم أمريكا

333

متابعات:

كشفت وكالة “أسوشيتد برس″ الأمريكية، عن قيام تحالف العدوان السعودي على اليمن بعقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة الارهابي في اليمن بعلم الولايات المتحدة الأمريكية.

كما كشفت في تحقيق لها أن “الفصائل المدعومة من التحالف بقيادة السعودية تقوم بتجنيد مسلحي القاعدة في الحرب ضد “الحوثيين” حيث تم الاتفاق على انضمام 250 من تنظيم القاعدة للحزام الأمني، وهي القوة المدعومة إماراتياً”.

وقالت الوكالة “مرارا وتكرارا وعلى مدى العامين الماضيين، ادعى التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية والمدعوم من الولايات المتحدة تحقيق انتصارات حاسمة وإخراج مقاتلي القاعدة من معاقلهم في جميع أنحاء اليمن وقوض بالتالي قدرات التنظيم الهجومية على الغرب”.

وإليكم ما لم يتحدث عنه التحالف المنتصر: العديد من هذه المعارك لم يطلق فيها طلقة واحدة، وذلك بسبب قيام التحالف بعقد صفقات سرية مع مقاتلي القاعدة ودفع الأموال للبعض منهم لأجل تسليم المدن والبلدات الرئيسية وترك البعض الآخر يتراجع بسلاحه ومعداته والأموال التي نهبت، وهنالك من تم تجنيدهم للانضمام إلى التحالف نفسه، وفقا لما توصل إليه التحقيق الذي أجرته وكالة أسوشيتدبرس للأنباء.

هذه الصفقات أتاحت لمقاتلي القاعدة البقاء على قيد الحياة للقتال في يوم آخر – وهو ما يعني المخاطرة بتقوية أخطر فرع من شبكة الإرهاب الدولي المنظم والذي نفذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. وأشار اللاعبون الرئيسيون في هذه الصفقات أن الولايات المتحدة كانت على علم بالترتيبات وأجهضت العديد من الهجمات التي خطط لتنفيذها بالطائرات المسيرة بدون طيار. تعكس هذه الصفقات المصالح المتناقضة، وتبرز وجهان لحقيقة الحرب الجارية في هذا الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية.

في اليمن تقاتل القاعدة الى جانب الولايات المتحدة

من جهة اخرى، تعمل الولايات المتحدة مع حلفائها العرب – وخاصة الإمارات العربية المتحدة – بهدف القضاء على تنظيم المتطرفين المعروف باسم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.ومن جهة أخرى، تبقى المهمة الأكبر هي كسب الحرب الأهلية ضد الحوثيين، وهنا نجد أن مقاتلي القاعدة هم في الواقع يصطفون بجانب التحالف الذي تقوده السعودية، وبالتالي يقاتلون الى جانب الولايات المتحدة. وقال مايكل هورتون، وهو زميل في مؤسسة جيمستاون، وهي مجموعة أمريكية تقدم تحليلات تتعقب مسار واستراتيجية الإرهاب: “إن عناصر الجيش الأمريكي تدرك بوضوح أن الكثير مما تفعله الولايات المتحدة في اليمن في الواقع يساعد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وهناك قلق كبير بهذا الشأن”. وقال هورتون “مع ذلك، فإن دعم الإمارات والمملكة العربية السعودية ضد ما تعتبره الولايات المتحدة توسعًا إيرانيًا له الأولوية – من قبل الإدارة الأمريكية – على محاربة القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحتى تحقيق الاستقرار في اليمن”.

وتستند استنتاجات وكالة الأسوشييتدبرس إلى تقارير في اليمن ومقابلات مع أكثر من 20 مسؤولاً، من بينهم ضباط أمن يمنيون وقادة ميليشيات ووسطاء قبليون وأربعة أعضاء في فرع القاعدة. وتحدثت جميع هذه المصادر باستثناء عدد قليل منها بشرط عدم الكشف عن هويتها خوفا من الانتقام، حيث اتهمت الفصائل المدعومة من الإمارات، مثل معظم الجماعات المسلحة في اليمن، باختطاف أو قتل منتقديها.

حالات موثقة للتعاون بين التحالف السعودي الإماراتي وتنظيم القاعدة في اليمن

وبذات السياق، كشف خمسة مسؤولين أمنيين وحكوميين يمنيين وأربعة وسطاء قبليين في محافظة أبين، أن اتفاقا عقد في أوائل عام 2016 وتم بالتالي دمج عشرة آلاف مسلح قبلي -منهم 250 من تنظيم القاعدة- في قوات الحزام الأمني في منطقة أبين، وهي قوات تدعمها الإمارات.

وأبرم اتفاق آخر في شباط / فبراير 2016 يقضي بانسحاب القاعدة من مدينة الصعيد بمحافظة شبوة مقابل تقديم أموال لمقاتلي التنظيم، بحسب ما ذكره مدير أمن شبوة (عوض الدهبول) ووسيط ومسؤولون حكوميون يمنيون. وفي حالة أخرى، قام وسيط قبلي بإبرام اتفاق بين الإمارات و”القاعدة” في شبوة، ونظم عشاء توديع على شرف مقاتلي تنظيم القاعدة.

وهنالك أحد القادة اليمنيين الذي تم وضعه على قائمة الإرهاب الأمريكية لعلاقاته مع القاعدة في العام الماضي، لا يزال يتلقى أموالاً من الإمارات العربية المتحدة لإدارة ميليشياته، كما قال مساعده الخاص لاسوشييتدبرس وهنالك قائد ميليشيا آخر، حصل مؤخرا على 12 مليون دولار من الرئيس اليمني، مع العلم أن أقرب مساعديه هو شخصية معروفة في تنظيم “القاعدة”.

وقال هورتون إن الحرب على تنظيم القاعدة من قبل الإمارات والميليشيات المتحالفة معها هي عبارة عن “مهزلة”. وأضاف “نتيجة لتلك الصفقات فإنه من شبه المستحيل الآن فك الارتباط بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب”.

من جانب آخر، أرسلت الولايات المتحدة أسلحة بمليارات الدولارات إلى التحالف لمحاربة الحوثيين اليمنيين. كما تزود الولايات المتحدة التحالف بمعلومات استخباراتية تستخدم في استهداف خصوم على الأرض في اليمن، وتزود بالجو الصهاريج الجوية الأمريكية الطائرات الحربية التابعة للتحالف بالوقود. لكن الولايات المتحدة لا تمول بشكل مباشر التحالف، ولا يوجد بالتالي دليل على أن الأموال الأمريكية ذهبت بشكل مباشر إلى متطرفي القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

من جهته نفى البنتاغون أي تواطؤ مع القاعدة، فيما علّق التحالف الذي تقوده السعودية بالقول إنه يواصل التزامه بمكافحة التطرف والإرهاب.

وتقود السعودية منذ مارس عام 2015 عدواناً على اليمن وحصارا من الجو والبر والبحر، اسفر عن استشهاد واصابة عشرات الآلاف من المدنيين غالبيتهم من النساء والاطفال جراء قصف المناطق المأهولة بالسكان من اسواق ومستشفيات ومخيمات لاجئين ومآتم عزاء ومدارس وغيرها بحسب تقارير اممية بالاضافة الى تردي الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة خاصة الكوليرا.

You might also like