كل ما يجري من حولك

اليمن مقبرة لقانون الغاب الدولي المزمع تدشينه

492

متابعات:

جرائم الحرب السعودية أوضح من أن يتم اخفاؤها والتعمية عليها، وتستند السعودية في جرائمها على لحظة دولية عنوانها انهيار القانون الدولي واحتجازه رهينة الأموال الطائلة التي تنفق على هيئة تمويلات لمنظمات من المفترض أنها تمثله وعلى هيئة رشاوى ومبيعات للأسلحة لدول يفترض أنها تقود النظام العالمي وتمثل عضوية دائمة في مجلس أمن هو شكليا بمثابة راع لهذا القانون الدولي وضامن لعدم انزلاق الساحة الدولية للفوضى والحرب العالمية. 

ربما لم يكشف زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين جديدا عند مواجهته ل تيريزا ماي رئيسة الوزراء في البرلمان البريطاني، ولكن مواجهته كانت كاشفة لما وصلت اليه بريطانيا من تواطؤ يعيدها بشكل رسمي لعهد الاستعمار التقليدي والذي يتجاهل القانون والأعراف في وقت من المفترض ان يتم البحث حتى عن أغطية سياسية او أقنعة زائفة لاحترام عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية!

وجه كوربين سؤالا إلى رئيسة الوزراء خلال جلسة طارئة عقدت بالبرلمان في لندن بشأن الضربة البريطانية في سوريا ، حيث قال: “لماذا سوريا وليس السعودية؟”

وتابع قائلا “الأزمة اليمنية هي أسوأ أزمة إنسانية في العالم فلماذا تواصل الحكومة البريطانية دعم السعودية؟”، مشيرا إلى أن “بريطانيا تحركت في سوريا لكنها لم تتحرك في اليمن التي تواجه كارثة إنسانية”.

واستطرد قائلا “لا نرى في الواقع أنه تم ضرب أي بلدان أخرى”، مضيفا “ضرب منشآت في السعودية لا سيما أن المملكة تستخدم القنابل الفسفورية والذخائر المحظورة وفق تقرير نشرته المنظمة الإنسانية الشهر الماضي”.
وواصل: ” كيف يتوافق هذا مع مواصلة بريطانيا بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية؟”.

وقد نقلت التقارير عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تساؤله في مؤتمر الأمن الدولي الذي انعقد في موسكو والقائل : هل يأمل الغربيون فعلا بالتخلص من القيود التي يفرضها عليهم القانون الدولي؟

ويقول لافروف: “لدينا انطباع واضح بأن الأمريكيين يحاولون الحفاظ على حالة من الفوضى، المُسيطر عليها في هذا الفضاء الجيوسياسي الشاسع، الشرق الأوسط، على أمل استخدامها لاحقا لتبرير الوجود العسكري 

يبدو من هذه الأحوال ومن ممارسات ترامب أننا نتجه لقانون غاب معلن بعد ان كان مستترا في ظل هيمنة، آحادية القطب قبل أن تعيد روسيا والصين التوازن الدولي ويعيد محور المقاومة التوازن الاقليمي وما له من أثر لا ينكر على التوازن الدولي.

هل تعلم السعودية ذلك، بل وتمول وتشارك في هذا الاتجاه لنشر الفوضى بالعالم والعودة به الى زمن الحرب العالمية، وبالتالي تتجرأ على ارتكاب جرائم للحرب وتسئ الأدب لأنها تأمن العقوبة؟!

ان اقلام امريكية كشفت جوانب لم يتم تغطيتها في الاعلام من ممارسات سعودية مخزية، مثلما كتب نيكولا نياركوس في مقال منشور على نيويوركر حيث قال نصا:
“وجدت إدارة أوباما نفسها متورطة في تعقيدات الحرب التي تورط فيها العديد من اللاعبين الإقليميين. امتد الارتباك إلى المخاوف الإنسانية. أخبرني جيريمي كونيديك، في ذلك الوقت، مدير مكتب المساعدات الأمريكية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أنه يبدو في كثير من الأحيان وكأن السعوديين كانوا يحبطون الجهود الرامية إلى توصيل الغذاء إلى سكان اليمن الذين يتضورون جوعا. أخبرني مسؤول كبير آخر في الإدارة السابقة أن الحكومة الأمريكية أنفقت أربعة ملايين دولار على رافعات لإفراغ حمولة سفن الإغاثة في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثي، لكن التحالف الذي كان يحاصر اليمن لم يسمح للرافعات بالدخول إلى البلاد.”

وفي فقرة اخرى يقول نيكولا:
“حاول المسؤولون الأمريكيون مساعدة السعوديين على تحسين دقة استهدافهم. وفي نهاية المطاف، وسعوا قائمة “الأهداف الممنوع ضربها” لتشمل ثلاثة وثلاثين ألف هدف. أخبرني Konyndyk: “قمنا بتوسيع وتوسيع وتوسيع هذه القائمة مع مرور الوقت مع استمرار السعوديين بضرب أشياء كنا نعتقد أنها لن تضربها”. أرسلت وزارة الخارجية خبيرا،لاري لويس، إلى المملكة العربية السعودية. عندما ضرب هدف مدني، أراد لويس مساعدة السعوديين على تنفيذ طرق التحقيق في الحادث، “لتجنب نفس النوع من الأهداف وعدم تكرار ذلك مرة أخرى”، قال، يبدو أن السعوديين الأقل رتبة عسكرية متفهمين بسبب الإصابات.وقالوا”كان هناك بالتأكيد بالطبع رغبة في حماية المدنيين، كما تعلمون، نحن مسلمون صالحون”، قال لويس. القيادة السعودية كانت أقل قلقا. كما قال لويس، من رتبة كولونيل فصاعدا “كان هناك عدم اكتراث بالتغيير واحترام القوائم”.

ثم واصل نيكولا كشف امور خطيرة مثل:
“سعى السعوديون إلى الضغط على مجلس الأمن القومي لادارة ترامب الجديدة لشراء الرافعات التي اشترتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للحديدة. انضم مجلس الأمن القومي، وأرسلت الرافعات للتخزين

منذ الانتخابات، وزادت المملكة العربية السعودية من حضورها في واشنطن. حتى أن بعض أعضاء جماعات الضغط لصالح السعودية وجدوا طريقهم إلى حكومة ترامب: وبعد فترة وجيزة من تعيين ريك هولت كمفوض للزمالات في البيت الأبيض، رفعت ضده استمارات تشير إلى أنه تلقى ما يقرب من نصف مليون دولار من حكومة المملكة العربية السعودية. رفض هولت التحدث معي، لكنه أخبر مركز النزاهة العامة أنه شارك في الضغط على مسؤولي الكونغرس حول مبيعات الأسلحة”.
هكذا تدار امريكا، وهكذا يدار العالم، وهكذا يثبت يوما بعد يوم صحة خيار المقاومة.

(إيهاب شوقي – كاتب مصري)

You might also like